الركود وضياع المال العام...واقع السياحة بسوس

رغم التقارير الدورية المشجعة للمؤسسات، والمجالس المعنية بقطاع السياحة بجهة سوس ماسة عموما، ومدينة أكادير الساحلية على الخصوص، إلا أن القطاع أعلن إفلاسه بشكل كامل خلال السنوات الأخيرة، بعد فقدان عاصمة سوس لسياحها الأوفياء لفائدة وجهات أخرى بتونس وتركيا.

ودق العديد من الفاعلين، والمهنيين ناقوس الخطر حول تواصل الفشل الذريع للبرامج، والخطوات التي تكلف ميزانية الدولة أموالا ضخمة، آخرها وصلات إشهارية بالملايين بهدف الدفع بالقطاع، وإبقائه واجهة للتنمية بالجهة، لكن جميع المحاولات التواصلية والترويجية باءت بالفشل، نظير إستحواذ شخصيات وعائلات ونافذة على القطاع الحيوي بالمدينة، بل هناك جهات تستغل القطاع ككل بالجهة لتحقيق مآرب شخصية وحزبية ضيقة.

وأفل نجم مدينة أكادير التي كانت تعتبر إلى سنوات قليلة عاصمة السياحة بالمغرب، بل أولى الوجهات السياحية لدول غرب أوربا الراغبين بقضاء العطلة بإفريقيا، حيث كان السياح الألمان وباعتراف من حكومتهم، يفضلون قضاء عطلهم السنوية على المحيط الأطلسي الدافئ ورمال شواطئ إقليم أكادير اداوتنان، لكن اليوم أضحت مدن تركية وتونسية المكان المفضل لزبناء العاملين بالسياحة في جهة سوس ماسة نظرا لاستمرار المغرب في خسارة أسواقه المهمة وذات المردودية العالية.

وفي ذات السياق، طالب الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة، بتشكيل لجنة نيابية للقيام بمهمة استطلاعية حول واقع السياحة بجهة سوس ماسة، حيث جاء في رسالة للفريق موجهة لرئيس لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، أنه وطبقا لمقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب ولاسيما المادة 107 منه، ففريق الأصالة والمعاصرة يطلب تشكيل لجنة للقيام بمهمة استطلاعية حول واقع السياحة بجهة سوس ماسة.

وأضاف الفريق أن هدف اللجنة الاستطلاعية هو الوقوف على واقع السياحة بالجهة، وخاصة المناطق السياحية التي تشهد حاليا تراجعا حادا في أنشطتها يصل إلى حد الركود، علما بأن النشاط السياحي بالجهة يشكل إحدى الروافد الأساسية للتنمية المحلية والجهوية، وكذا الوطنية لذلك ينبغي على هذه المهمة أن تبحث عن حلول ومخارج لهذه الأزمة.

وحددت رسالة الطلب التي تحمل توقيع محمد أبودرار، رئيس الفريق النيابي للبام، محاور عمل اللجنة والمتمثلة في، تشخيص واقع النشاط السياحي بالمنطقة وتحديد الأسباب الكامنة وراء هذا الركود بغية الاستشراف الجيد للحلول الممكنة، والوقوف على الأضرار التي لحقت بالفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين المغاربة والأجانب نتيجة الضعف الشديد في النشاط السياحي الذي تشهده هذه الجهة التي كانت قطبا سياحيا وطنيا وجهويا.

ولبلوغ أهداف اللجنة النيابية الاستطلاعية، دعا الفريق النيابي للبام إلى الاستماع للفاعلين في الميدان السياحي من إدارة وسلطات عمومية ومنتخبين ومستثمرين وفاعلين ، بالإضافة إلى المجتمع المدني من أجل إقتراح الحلول الممكنة لتجاوز الوضعية الراهنة.