يعيش حزب التجمع الوطني للأحرار على وقع احتقان غير مسبوق بمدينة الرباط، بفعل الصراع الكبير بين المسؤولين الحاليين للحزب، والقادمين من تنظيمات سياسية أخرى، والذين يرغبون بشدة في تعويض الحاليين استعدادا لاكتساح الانتخابات التشريعية والجماعية المقبلة.
ووفق معلومات حصلت عليها "بلبريس" فقد أعرب عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار عن غضبه بعد انتشار تسجيل صوتي لمستشار باسم الحزب يتهم فيه شخصا معروفا بالحزب بتلقي أموال طائلة لتسهيل فوز زوجة، قيادي آخر بالحزب، بمنصب في البرلمان بل وتعيينها في مكتب مجلس النواب كذلك.
وأضاف المصدر ذاته، بأن الحروب الخفية والصامتة بين مسؤولي حزب الحمامة الحاليين بمدينة الرباط، سببها الرئيسي هو انتقال أعيان ورجال أعمال من أحزاب أخرى نحو حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث ينتظر تصاعد الحروب حول المناصب بين القادمين والمقيمين بدواليب الحزب منذ عقود، فيما لازال الجميع يرقب وصول التسجيل الصوتي المعني إلى يد القضاء وتفاعل النيابة العامة مع مضمونه والاتهامات الخطيرة المسربة والتي تضر الحزب والانتخابات بالمغرب.
وفي ذات السياق، كشفت تسجيلات صوتية منسوبة لمستشار جماعي بحزب التجمع الوطني للأحرار سلسلة من الفضائح الخطيرة التي وضعت عددا من الأسماء البارزة، بجهة الرباط في قفص الاتهام على خلفية التلاعب في توزيع آلاف البونات المقدمة كمساعدات غذائية من طرف قيادي تجمعي معروف وطنيا.
وحسب ما أكدته مصادر متطابقة لجريدة المساء، فإن قيادة الحزب أحيطت علما بمضمون هذه التسجيلات الصوتية، في انتظار اتخاذ موقف بشأنها في وقت لاحق، بالنظر إلى خطورة الاتهامات الواردة فيها وخاصة تلك المتعلقة بصفقة شراء مقعد برلماني لفائدة مسؤول بارز بالرباط، والاتجار في بونات المساعدة الغذائية، وكيفية تمويل الحملات الانتخابية للحزب.
وكشف المستشار ذاته في التسجيلات، التي قال إن مضمونها سيرفع إلى عدد من الجهات لفضح ما يجري بالرباط، عن تقديم شيكات لمنسق جهوي بالحزب قيمتها 150 مليون سنتيم، صرفت لتمويل حملة انتخابية لفائدة برلماني سابق واسم معروف بالتجمع الوطني للأحرار، على أساس صفقة تمكن زوجة مسؤول بارز بالرباط من الوصول إلى البرلمان ضمن اللائحة الوطنية للنساء.