أكد مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية والشرق الأوسط، أن الولايات المتحدة تدفع نحو مفاوضات مباشرة وجادة بين المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا، من أجل التوصل إلى حل نهائي يقوم على مبادرة الحكم الذاتي المغربية التي تحظى بتأييد واسع داخل مجلس الأمن والمجتمع الدولي.
وأوضح بولس في حوار مع قناة فرانس 24 أن القرار الأممي الأخير حول الصحراء جاء متوازناً، مبرزاً أن الجزائر وجبهة البوليساريو لم تعترضا عليه سوى بملاحظات شكلية بسيطة، بينما كرّس القرار دعم الأمم المتحدة لمسار الحل السياسي القائم على الواقعية وروح التوافق. وشدد على أن خيار الاستفتاء لم يعد مطروحاً باعتباره متجاوزاً وغير عملي في السياق الحالي.
وأضاف أن وزارة الخارجية المغربية ستقدّم قريباً نسخة محدثة ومفصلة من مبادرة الحكم الذاتي، مبنية على طرح سنة 2007 ولكن بصيغة أكثر شمولية وتفصيلاً، تراعي التحولات التنموية الكبرى التي عرفتها الأقاليم الجنوبية، وخاصة المشاريع المهيكلة في العيون والداخلة التي أطلقها الملك محمد السادس.
وأشار إلى أن الصيغة الجديدة تهدف إلى تقديم نموذج حكم جهوي متقدم يضمن الاستقرار والتنمية ويستجيب لتطلعات الساكنة المحلية.
وفي السياق نفسه، أشاد بولس بـ«حكمة الملك محمد السادس وحنكته السياسية»، مؤكداً أن المغرب والجزائر أمام فرصة تاريخية لبناء الثقة وفتح صفحة جديدة من التعاون المغاربي.
وقال إنه لمس خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر انفتاحاً من الرئيس عبد المجيد تبون وفريقه تجاه الحوار مع المغرب، معرباً عن أمله في أن تثمر حكمة القيادتين عن إطلاق مسار واقعي للتقارب الإقليمي.
وأكد بولس أن الولايات المتحدة تعتبر المغرب محور الاستقرار في المنطقة، بفضل سياسة الملك المتوازنة ونهجه الهادئ في الدفاع عن وحدة التراب الوطني، مشدداً على أن واشنطن ستواصل دعم جهود جلالته الهادفة إلى ترسيخ السلام والتنمية والوحدة في الفضاء المغاربي.