استبقت الجزائر الجلسة المقبلة لمجلس الأمن، المقرّرة قبل نهاية الشهر الجاري حول الصحراء، بإعلان موقفها الرافض التصويت على مقترح قرار دولي لتسوية النزاع في حال تضمّن إقرار سيادة المغرب على الصحراء دون استثناء خيار تقرير المصير.
وسرّبت الرئاسة الجزائرية إلى صحف مقربة من مديرية الإعلام في الرئاسة، منها “الخبر” و”لوسوار”، في عددها الصادر اليوم الخميس، معلومات رسمية نقلاً عن مصادر دبلوماسية في نيويورك حول الموقف الذي ستتخذه الجزائر في جلسة مجلس الأمن، والذي يقضي “بعدم التصويت على مقترح قرار أممي في حال تضمّن خياراً واحداً بإقرار السيادة المغربية على الصحراء دون باقي الخيارات الممكنة، بما فيها استفتاء تقرير المصير الذي يقرّر بموجبه الصحراويون الاستقلال أو الاندماج أو خيار الحكم الذاتي”.
ويُظهر هذا الإعلان الاستباقي للموقف الجزائري قبل الجلسة المرتقبة وجود مخاوف لدى الجزائر من إمكانية تمرير مجلس الأمن الورقة الأميركية بصيغتها المطروحة، والتي ترى الجزائر أنها تخدم الخيار المغربي فحسب، خاصة في ظلّ عدم وضوح الموقف الروسي، وإمكانية امتناع موسكو عن التصويت، ما يعني عدم استخدام حق النقض (الفيتو).
وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف قد أجرى، الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، لمناقشة ما يتصل بالجلسة المرتقبة لمجلس الأمن بشأن الصحراء، وذلك بعد لقاء جمع بين بوريطة ولافروف عقب تغير موقف روسيا من الملف حيث أبدت استعدادها لدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي شريطة التوافق عليه بين الأطراف برعاية أممية.
ويأتي موقفا الجزائر والبوليساريو في ظل تطورات متسارعة في ملف الصحراء أبرزها تداول مشروع قرار جديد بشأن الصحراء يعتبر أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدّمه المغرب سنة 2007 هو الأساس الأكثر جدّية ومصداقية وواقعية للتوصّل إلى حلّ سياسي دائم ومقبول من جميع أطراف نزاع الصحراء.
العربي الجديد + بلبريس