أكد وزير التعليم العالي عز الدين ميداوي، خلال جلسة بمجلس المستشارين، أن إصلاح منظومة التكوين لا ينبغي أن يتوقف إلا عند الجانب البيداغوجي، بحكم سرعة التحولات التي يشهدها العالم، خاصة في ما يتعلق بسوق الشغل والمهارات الجديدة المطلوبة.
وأوضح الوزير أن وتيرة التغييرات العالمية أصبحت متسارعة بشكل كبير، مشيراً إلى أن ربط التكوين بسوق العمل أصبح موضوعاً معقداً لا يمكن اختزاله في الجامعة وحدها، خاصة أن التشغيل مرتبط أساساً بنسبة النمو الاقتصادي والفرص المتاحة في السوق.
وقال ميداوي:“كيفما كان نوع التكوين، إذا لم تكن هناك مشغِّلة، فلن يتم تشغيل الخريجين، لأن الحاجة هي التي تحدد الطلب.”
ورغم التحديات، شدد الوزير على أن الدبلومات المغربية، خاصة في الطب والهندسة والبزنس، تحظى باعتراف دولي واسع، مشيراً إلى وجود “نزيف” في الكفاءات بسبب جودتها العالية.
واستعرض ميداوي مجموعة من الإجراءات التي اعتمدتها الوزارة ضمن مقاربة تشاركية لتجويد التكوينات الجامعية، من بينها:تعزيز الوحدات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي إدماج الثقافة المقاولاتية في التكوين الرفع من مستوى اللغات داخل الجامعةإطلاق منصة وطنية جديدة للغات 100% مغربية
تشمل العربية، الفرنسية، الأمازيغية، الإسبانية، الإنجليزية، وتعمل الوزارة على إضافة الصينية ولغات أخرى.
وأكد الوزير أن الجامعة لا يمكن أن تظل محصورة في هدف التشغيل فقط، بل يجب أن تلعب دوراً أساسياً في إنتاج المعرفة والفكر، إضافة إلى خلق الثروة داخل محيطها.
وأوضح أن الجامعة مطالبة اليوم بأن تكون فضاءً لولادة المقاولات الناشئة، وأن تساهم في الدينامية الاقتصادية للبلاد.
وكشف ميداوي عن مجموعة من الإجراءات التي يتضمنها مشروع القانون الحالي الخاص بالتعليم العالي، والتي ستمنح الجامعات آليات عملية أكبر للتدبير، واستئناف روح التعاقد المؤسساتي الذي توقف منذ 2009.
وشدد الوزير على أن هذه الإصلاحات تهدف إلى تمكين الجامعات من تنظيم نفسها والاستجابة للتحديات الجديدة بطرق مبتكرة وفعالة.