أكد وزير التعليم العالي ، عز الدين ميداوي، خلال جلسة بمجلس المستشارين، أن الذكاء الاصطناعي أصبح تحدياً عالمياً غير مسبوق، يفاجئ الجميع وسيواصل مفاجآته في المستقبل، مشيراً إلى أن التحولات التكنولوجية المتسارعة تطرح أسئلة عميقة لا تخص الجامعة المغربية وحدها، بل تمتد إلى جميع الجامعات الدولية.
وقال ميداوي إن التطور التكنولوجي السريع يستدعي تفكيراً جماعياً، موضحاً أن الوزارة قررت إحداث هيئة وطنية للتفكير الاستراتيجي في الذكاء الاصطناعي، تعتمد على المعايير الدولية وتستفيد من تجارب الدول التي سبقت في هذا المجال.
وأضاف الوزير أن هذه الهيئة ستساعد على توحيد الرؤية وصياغة سياسات وطنية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، مؤكداً في الوقت ذاته أن الوزارة لا تنتظر خروج هذه الهيئة إلى الوجود من أجل العمل.
وأوضح ميداوي أن الوزارة شرعت فعلاً في تنزيل بيداغوجية مبتكرة تقوم على تنويع أنماط التدريس، وتبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي وإرساء قواعده القانونية داخل الجامعة.
ومن بين الإجراءات التي كشف عنها، توسيع التكوين في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والرقمنة إعداد جيل جديد من الكفاءات المؤهلة لمواكبة تقنيات المستقبل إحداث مركز الابتكار في الأمن السيبراني بشراكة مع إدارة الدفاع الوطني ووزارة المالية وحدات إلزامية في الإجازة والماستر.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة اعتمدت إدماج الذكاء الاصطناعي في التكوين الجامعي من خلال:إدراج وحدتين إجباريتين في سلك الإجازة و3 إلى 4 وحدات في الماستر اعتماد مسالك جديدة في الرقمنة والذكاء الاصطناعي 550 مسلكاً في الرقمنة65 مسلكاً في الذكاء الاصطناعي، كما تم رقمنة 147 وحدة بيداغوجية، وتكوين 600 أستاذ جامعي داخل برنامج وطني لمواكبة التحول الرقمي.
وفي ما يتعلق بالبحث العلمي، أعلن ميداوي عن 177 منحة في النسخة الأولى من برنامج دعم بحوث الذكاء الاصطناعي، 155 منحة في النسخة الثانية، وتمويل مشاريع في إطار البرنامج الوطني للبحث العلمي والتنموي والابتكار.
وأضاف الوزير أن الوزارة تعمل على توسيع شبكة الإنترنت عالي الصبيب داخل الجامعات، حيث انتقلت من 24 جيغابايت إلى أكثر من 60 جيغابايت خلال الأشهر الأخيرة.
وكشف ميداوي عن مشروع لإحداث مراكز بيانات بشراكات دولية، خاصة مع جمهورية الصين الشعبية، إضافة إلى إنشاء فضاءات رقمية جديدة داخل الجامعات المغربية.
وشدد وزير التعليم العالي على أن المغرب لا يواجه هذا التحول العالمي بشكل مفاجئ، بل يعمل على بناء رؤية استباقية تمكنه من التأقلم مع التحديات القادمة والاستعداد للمهن المستقبلية.
وفي ختام مداخلته، أكد ميداوي أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو إدماج الذكاء الاصطناعي في المنظومة الجامعية، سواء على مستوى التكوين أو البحث العلمي أو البنيات التحتية.