احتضن فضاء سينما هوليوود بمدينة سلا، مساء أمس الاثنين، حفل افتتاح الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة، بحضور ثلة من الفنانين ومهنيي القطاع السمعي البصري.
وكرّم الحفل أربع شخصيات نسائية من عالم السينما والإعلام، هن الممثلتان المغربيتان سعاد النجار وفرح الفاسي، والإعلامية المغربية صباح بنداوود، ثم الممثلة المصرية حنان مطاوع.
وعبّرت الممثلة المغربية فرح الفاسي في كلمة ألقتها على المنصة عن اعتزازها بالتكريم، مؤكدةً أنه تكريم لكل امرأة آمنت بحلمها وتجاوزت المستحيل، وجعلت من الفن وسيلة للحق والحرية. ورأت أن السينما ليست مجرد صور على الشاشة، بل “مرآة لأرواحنا، وصوت من لا صوت له، وجسر يصلنا بالعالم”، مضيفةً أن المرأة المبدعة قادرة دائماً على صناعة الفرق وإضاءة العالم بموهبتها وإيمانها بذاتها.
وأعربت الممثلة المصرية حنان مطاوع، في تصريح خصت به جريدة بلبريس الإلكترونية، عن سعادتها الغامرة بهذا التكريم، مشبّهةً اللحظة بوقوفها أمام مرآة تعكس مسيرتها الفنية بكل ما فيها من نجاحات وإخفاقات، وانتصارات وانكسارات. وأكدت أن السينما بالنسبة لها ليست مجرد مهنة، بل “رحلة عمر كتبتها بصوتي وبحلمي وملامحي وملامح كل امرأة، وحين توجد المرأة في الصورة تزداد عمقاً واتساعاً، ويتحول الحلم إلى حقيقة”.
وعرض المهرجان ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة عشرة أعمال تمثل تجارب من المغرب وفرنسا وإسبانيا وألمانيا والصين والتشيك والنرويج والنمسا والبرازيل والسنغال. وترأست لجنة التحكيم المخرجة البرازيلية ساندرا كوجوت، إلى جانب الفرنسية فاليري ماساديان، واللبنانية تقلا شمعون، والمغربية سناء العلوي، والرواندية مريام يو بيرارا.
وخصصت المسابقة جوائز متعددة، منها جائزة العمل الأول، وجائزتا أفضل دور نسائي ورجالي، إضافة إلى الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم الخاصة. ومنح المهرجان كذلك جائزة “الضفة الأخرى” للمنتجين، وجائزتين موجهتين للجمهور الشاب لأفضل فيلم مغربي (طويل وقصير). أما في مسابقة الفيلم الوثائقي النسائي، فقد شاركت خمسة أفلام طويلة من فرنسا وبلجيكا وكندا وجنوب إفريقيا، ترأست لجنتها المنتجة الفرنسية آني أوهايون-ديكل، إلى جانب المخرجة الغابونية البلجيكية ناتيفيل بونتالييه، والسيناريست الفرنسية ليتيسيا كوجلر.
ونظّم المهرجان عدداً من الندوات الفكرية حول قضايا مختلفة مثل “السينما والرقابات” و”بصمات النساء السلاويات في الثقافة والتراث”. كما عقد لقاءً حوارياً بين المخرجين خولة أسباب بن عمر ورؤوف الصباحي، وأقام جلسة تأبينية تكريماً للفنان الراحل محمد الشوبي.
واستضاف المهرجان في فقرة تقديم المؤلفات الأستاذة نجاة النرسي، الباحثة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، لتقديم كتابها “الجندر والدراسات النسائية: مفاهيم أساسية”، وهو معجم أكاديمي يسعى إلى سد الفراغ في هذا المجال عبر توحيد المصطلحات وصياغتها بدقة.
واختتمت الأمسية بحضور لافت لعدد من الفنانين، من بينهم مالك أخميس، وبشرى أهريش، ونبيل عاطف، وحسناء مومني، ومحمد بهلول عزام، وعمر العزوزي، وآخرون