جهة سوس تعاني صحياً في ظل غياب المستشفى الجامعي

تعالت هذه الأيام أصوات كثيرة بأكادير مطالبة بالتعجيل بافتتاح المركز الاستشفائي الجامعي الذي انتهت به أشغال البناء منذ أشهر، في حين ما تزال مرافقه مغلقة في وجه المرضى وطلاب كلية الطب وأساتذتها الأمر الذي يزيد من حدة الضغط على المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير.

وأوردت يومية « الأخبار » في عددها ليوم الجمعة 19 شتنبر 2025، أن المستشفى الجهوي الحسن الثاني وقف عاجزا عن تلبية طلبات الخدمات الصحية والطبية، بسبب الاكتظاظ الكبير، بحكم أنه المستشفى الجهوي الوحيد الذي يستقبل حالات مرضية كثيرة من مختلف مناطق جهة سوس ماسة ومن جهة كلميم واد نون، ومن أقاليم صحراوية أخرى.

ونظرا للطلب الكبير على خدمات الاستشفاء بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني والحالات المرضية المستعصية الكثيرة التي تفد عليه من مراكز استشفائية إقليمية كثيرة، تضيف الجريدة، تظل تلبية هذه الخدمات خارج المستطاع وتفوق القدرة الاستيعابية لمختلف مصالحه الاستشفائية، الأمر الذي يؤدي، في غالب الأحيان إلى انتظار أيام طويلة من أجل الحصول على فرصة للتطبيب والاستشفاء.

ويزداد الأمر سوءً، تقول الصحيفة، عندما يضطر الأطباء إلى منح مواعد متباعدة بحكم الضغط الكبير على هذه المصالح، كما هو الشأن بالنسبة للجراحة، حيث ينتظر عدد من الأطباء دورهم من أجل العمل بأقسام الجراحة وكذلك بمصلحة الأم والطفل.

وحسب المعطيات، فإن سكان جهة سوس ماسة يمنون النفس بافتتاح المستشفى الجامعي لأكادير من أجل تخفيف الضغط الكبير على المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالمدينة، غير أنه لم يفتح أبوابه بعد رغم أن أشغاله اكتملت ولو بعد المدة المحددة سلفا، إذ كان مقررا أن تنتهي به أشغال البناء منذ سنة 2018، غير أن ذلك تأخر، الأمر الذي لم يسهم بعد في تخفيف الضغط على المستشفى الجهوي وأثر بشكل سلبي على المؤشرات الصحية والطبية بالنسبة للمركز الاستشفائي الجهوي.

وأكد المصدر نفسه أن ذلك أثّر أيضا على طلاب كلية الطب والصيدلة وأساتذتهم الذين وجدوا أنفسهم يقومون بتداريبهم الميدانية داخل المستشفى الجهوي، مع ما يخلفه ذلك من شنآن بين أطباء المستشفى وأساتذة كلية الطب، خصوصا وأن هذا المرفق يفتقر إلى الإمكانيات الضرورية والتجهيزات الأساسية لتكوين أطباء جدد، وهو الأمر الذي عبرت عنه سابقا كل من اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بأكادير وجمعية الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي لأكادير، اللتين أعلنتا عدم أهلية المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير لتكوين أطباء داخليين وأخصائيين.

واستنادا إلى المعطيات، فإن المستشفى الجامعي لأكادير شيد على مساحة 30 هكتارا بتمويل من المملكة العربية السعودية بما قدره 250 مليار سنتيم، حيث كان مقررا أن يفتح أبوابه مع مطلع السنة الجامعية 2018 ليواكب عملية تكوين طلبة كلية الطب والصيدلة بأكادير الذين بلغوا السنة الثالثة في دراستهم حينها، غير أن أشغال البناء تعثرت بالرغم من فوز شركتين بالصفقتين المتعلقتين بهذه البناية الصحية تكفلت الأولى بتهيئة البقعة الأرضية التي ستضم المشروع، وتولت الثانية بناء المستشفى الجامعي الذي سيجيب عن طلب تكوين طلبة كلية الطب ويؤمن تداريبهم ويساهم في تحسين الخدمة الصحية بالجهة لتوفيره 867 سريرا جديدا، وتوفره على 48 قاعة للاستشارة والاختبارات الوظيفية، وقطب للجراحة ومركز جهوي للانكولوجيا.

ويحتوي المستشفى الجامعي لأكادير على طابق سفلي وطابق أرضي وثلاثة طوابق علوية ومستودع يتسع لألف سيارة، ويتكون المركز من مؤسستين استشفائيتين، ويحتوي على قطب للاستشفاء يشمل جميع التخصصات الطبية والجراحية، ويشمل أيضا وحدة للولادة وطب الأطفال، وقسما للمستعجلات ووحدة للاستشفاء قصير الأمد.

ورغم هذه البنية الطبية العالية، إلا أن استمرار إغلاقها، لأسباب غير معروفة، يفاقم الوضع الصحي بجهة سوس ماسة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *