في خطوة حاسمة وبتصريح ناري حمل الكثير من الرسائل الواضحة والمبطنة، خرج عبد الواحد الأنصاري، رئيس جهة فاس مكناس والقيادي البارز في حزب الاستقلال، عن صمته ليردّ بقوة على الشائعات التي تم الترويج لها مؤخرًا بشأن “التحاقه الوشيك” بحزب الأصالة والمعاصرة، وذلك قبيل الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026.
واعتبر الأنصاري هذه المزاعم بمثابة حملة مسعورة تستهدف المسّ بمصداقيته السياسية، وضرب رمزية انتمائه العميق لحزب الاستقلال، الذي تربى في كنفه وظل وفيًا له منذ بداياته. ولم يكتفِ الأنصاري بالنفي العلني، بل بادر إلى الاتصال شخصيًا بنزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، ليؤكد له، في مكالمة وصفها المقربون بـ”الصريحة والدافئة”، أن عائلة الأنصاري كانت وستظل استقلالية، ولن تحيد عن خطها السياسي مهما اشتدت العواصف.
وقال الأنصاري لبركة، بنبرة لا تخلو من الحزم: “نحن لا نبيع المواقف، ولا نبدّل المبادئ… فحزب الاستقلال ليس مجرد محطة سياسية، بل هو جزء من هويتنا وتاريخنا العائلي والسياسي.”
وفي سياق الاستعدادات المبكرة للانتخابات المقبلة، كشف مصدر مقرب من الأنصاري أنه يعمل على تمهيد الطريق لابنته، مروى الأنصاري، التي تُعدّ بدورها فاعلة سياسية بارزة وتشغل حاليًا مقعدًا بمجلس النواب عن اللائحة الجهوية، للترشح هذه المرة في إحدى الدوائر المحلية بإقليم مكناس، بعدما تم إلغاء نظام اللوائح الجهوية. وتجدر الإشارة إلى أن مروى الأنصاري هي زوجة عثمان الطرمونية، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، ما يعزز الحضور العائلي والسياسي لعائلة الأنصاري داخل هياكل الحزب.
بهذا الموقف، يكون عبد الواحد الأنصاري قد وجّه رسالة قوية مفادها أن ولاءه الحزبي ليس محل مزايدة، وأنه مستعد لخوض غمار 2026 من موقعه الاستقلالي، غير آبه بكل الإشاعات التي تحاول زعزعة تموقعه أو التشويش على خططه المستقبلية.