رجل متحصن في مخبئه، إنها صورة المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي التي سترسخ في الأذهان بعد الحرب التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران.
وإلى غاية الأيام القليلة الفائتة، بقيت الاتصالات مع زعيم النظام الإيراني معقدة جدا، إذ غاب عن المشهد السياسي، مختبئا مع عائلته تحت حماية وحدة القوات الخاصة "ولي أمرو" التابعة للحرس الثوري، وتحدث مع قادته فقط من خلال مساعد موثوق به. كما علقت معه جميع الاتصالات الإلكترونية خوفا من أن تستهدفه إسرائيل.
وفي أعقاب الضربات الأمريكية التي شُنّت الأحد على المنشآت النووية الإيرانية، أفادت مصادر لموقع "إيران واير" بأن العديد من الشخصيات السياسية الإيرانية، بينهم الرئيس السابق حسن روحاني، ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، ورئيس السلطة القضائية السابق صادق لاريجاني، حاولوا الاتصال بعلي خامنئي لحثه على الدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة لكن بدون جدوى.
"نظرية الصدمة"
ولكن، هل سيسمح اتفاق وقف إطلاق النار للمرشد الأعلى الإيراني ونظامه تجنب الخطر؟ يشير جوناثان بيرون، المؤرخ المتخصص في الشؤون الإيرانية بمركز إتوبيا للأبحاث في بروكسل إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "لم تصمد عمليات وقف إطلاق النار في المنطقة". ويضيف: "نشهد ضربات غير منتظمة، وغالبا ما تُجددها إسرائيل، كما هو الحال في لبنان أو قطاع غزة، حيث فشلت كل محاولات الوصول إلى هدنة".
ووفقًا لهذا الخبير، قد يتكرر الوضع مع إيران، فقد أصبحت "ضعيفة للغاية" و"لا تملك سوى هامش محدود للمناورة ضد إسرائيل، التي باتت من جانبها تهيمن على المنطقة". وبالتالي، قد يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف المنشآت الإيرانية الاستراتيجية من حين لآخر. ويوضح المؤرخ قائلا: "نشهد نوعا من الاستقرار داخل حالة عدم استقرار، ومن المرجح أن يستمر ذلك". لكن لا أحد يدري ما المسار الذي سينتهجه النظام الإيراني.