نزار بركة: 2025 ستكون "سنة حاسمة" لتثبيت الوحدة الترابية

أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال كلمة ألقاها في الندوة التي نظمها مجلس المستشارين، أن أعضاء المجلس مطالبون بتحويل مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية إلى مشروع مجتمعي شامل. وأوضح أن هذا المشروع يجب أن ينضوي تحت المشروع الديمقراطي التنموي الذي يقوده الملك محمد السادس، لما له من دور في تعزيز التماسك الداخلي وتسريع التنمية وترسيخ السلم الإقليمي. كما أكد على أهمية إدماج كافة فئات المجتمع المحلي، خاصة الشباب والنساء والفئات الهشة، في هذا المسار.

وأشار بركة إلى أن التحول الدبلوماسي والتنموي الذي قاده المغرب ساهم في تعزيز الاعتراف الدولي بعدالة القضية الوطنية. ووصف مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بأنه الحل الواقعي والجاد الوحيد القادر على ضمان استقرار المنطقة. واستند في ذلك إلى تقارير مجلس الأمن الأممي، بما فيها الإحاطة الأخيرة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، التي اعتبرت المبادرة المغربية أساسًا لحل النزاع.

كما وصف الأمين العام لحزب الاستقلال العام الجاري بأنه "سنة حاسمة" لتثبيت الوحدة الترابية، داعيًا إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لتحقيق إجماع دولي أوسع. وأكد على ضرورة تسريع تفعيل الجهوية المتقدمة، خاصة في الأقاليم الجنوبية، من خلال منحها صلاحيات أوسع في إطار اللامركزية، تمهيدًا لتطبيق نظام الحكم الذاتي في ظل السيادة الوطنية.

وكشف بركة عن استثمار حزب الاستقلال لعلاقاته الدولية، بما في ذلك عضويته في "الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط" و"الاتحاد الديمقراطي الدولي"، بالإضافة إلى شراكاته مع "الحزب الشعبي الأوروبي"، لدعم الحقوق المشروعة للمغرب. وأشار إلى المبادرات الأخيرة للحزب، ومنها ترافعه أمام أعضاء الحزب الشعبي الأوروبي خلال مؤتمرهم السنوي في إسبانيا أواخر أبريل الماضي.

وفي ختام كلمته، شدد بركة على أهمية توحيد الخطاب الوطني وتعزيز اليقظة لمواكبة التطورات الإيجابية للقضية. وأعرب عن ثقته في أن المغرب يسير بثبات نحو طي ملف النزاع المفتعل، مدعومًا بمكاسب دبلوماسية متتالية. كما أكد أن تعزيز العمل الدبلوماسي الرسمي والشعبي سيعزز مكانة المغرب كقوة إقليمية فاعلة تسعى لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

يذكر أن الندوة، التي حملت عنوان "البرلمان وقضية الصحراء المغربية: من أجل دبلوماسية موازية ناجعة وترافع مؤسساتي فعال"، شهدت مشاركة نخبة من البرلمانيين والخبراء، في إطار تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية الموازية لدعم القضية الوطنية.