النظام الجزائري في موقف الضعف: عزلة دبلوماسية وسياسات متهاوية بعد التأييد الأمريكي لمغربية الصحراء

في ضربة جديدة للنظام العسكري الجزائري، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيد اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، معتبرًا مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل الوحيد للنزاع.

لكن المفاجأة كانت في رد فعل قصر المرادية الخجول، الذي اكتفى ببلاغ مائع من وزارة الخارجية، دون استدعاء السفير الجزائري من واشنطن، وكأن "مخزون الغضب" الدبلوماسي قد نضب، أو أن هيبة البيت الأبيض أخفت تلك الجرأة المعهودة عند التعامل مع باريس أو مدريد.

الجزائر بين التنمر على الضعفاء والتراجع أمام الأقوياء

لطالما استخدم النظام الجزائري لغة التهديد والاستنكار ضد أي دولة تدعم الموقف المغربي، متخذًا دور "الضحية الثائرة"، لكنه اليوم يقف عاجزًا أمام الموقف الأمريكي الحازم.

فبعد أن كان يستدعي السفراء ويطلق التصريحات العدائية عند أي موقف مساند للمغرب، اكتفى هذه المرة بـ"الأخذ بعلم" موقف واشنطن، معربًا عن "أسفه" لدعم عضو دائم في مجلس الأمن لمشروع الحكم الذاتي. انهيار في الخطاب يكشف هشاشة الموقف الجزائري وخوفه من مواجهة القوى الكبرى.

عزلة غير مسبوقة ونظام يفقد توازنه

يبدو أن العزلة الدبلوماسية التي يعيشها النظام الجزائري قد بلغت ذروتها، خاصة بعد تراجع دعم ما يسمى بـ"البوليساريو"، حتى من قبل حلفائه التقليديين في إفريقيا. فدول الساحل لم تسحب اعترافها بالكيان الوهمي فحسب، بل أغلقت مجالها الجوي في وجه الطائرات القادمة من الجزائر، في إشارة واضحة إلى فقدان النظام لمكانته الإقليمية.

ولا يخفى التذمر الشعبي المتصاعد جراء الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، فضلًا عن التوترات المستمرة مع فرنسا، ما يزيد من شرعية النظام المهدورة داخليًا وخارجيًا.

مفارقة الدبلوماسية الجزائرية: شراكة مع طهران مقابل ابتعاد واشنطن

في مشهد يعكس التناقض الصارخ، استقبلت الجزائر وزير الخارجية الإيراني بينما كان نظيرها المغربي ناصر بوريطة يلتقي كبار مسؤولي البيت الأبيض. فبينما يعزز المغرب تحالفاته الاستراتيجية مع القوى الدولية الفاعلة، يبحث النظام الجزائري عن أي متنفس، ولو كان معزولًا مثل طهران، في محاولة يائسة لإيهام نفسه بأنه ما زال لاعبًا في الساحة الدولية.

ويؤكد مراقبون، أن الجزائر، تحت حكم العسكر، تواجه تراجعًا غير مسبوق، بدءًا من فشلها في فرض أجندتها حول الصحراء، وصولًا إلى فقدان التأثير في محيطها الإقليمي. ومع استمرار دعم واشنطن والدول الكبرى للمغرب، يبدو أن النظام الجزائري أصبح وحيدًا في خندقه، يردد شعارات بالية لم يعد أحد يصغي لها.