تداعيات الأزمة الداخلية داخل الحركة الارهابية البوليساريو تلقي بظلالها على المشهد بالرابوني

لا تزال تداعيات الأزمة الداخلية التي تعيشها “بوليساريو” داخليا تلقي بظلالها على المشهد بالرابوني، إذ تحاول قيادة لحمادة تجاهل الأهداف المغربية المسجلة في مرمى المتسللين، باتجاه الحزام الدفاعي، والذين كان آخرهم أبرز قياديي الجناح الراديكالي، أبا علي حمودي، عضو الأمانة العامة، ونائب رئيس اللجنة العسكرية، والمكلف بما يسمى الناحية السادسة.

فرغم وجع الضربة التي سببها فقدان قيادي بهذا الوزن، إلا أن الآلة الدعائية لـ “بوليساريو” حاولت تضليل الرأي العام، من خلال تصوير اللقاء الذي جمع زعيم الرابوني بالأمين العام للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، بنيويورك، نتيجة للتصعيد العسكري الذي شهدته المنطقة، أخيرا، وأنه امتداد للقائه مع نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي، جوشوا هاريس، وأن “بوليساريو” أصبحت مخاطبا محوريا في نزاع الصحراء.

غير أن الحقيقة أمر بكثير مما تحاول الآلة الدعائية تسويقه، فلقاء غالي بغوتيريش، الذي لم يدم أكثر من نصف ساعة، تم ترتيبه، حسب قياديين في الجبهة، خلال لقاء وزير خارجية الجزائر بالأمين العام للأمم المتحدة، في يونيو 2023، بنيويورك، حيث أكد عطاف ضرورة تجنيب الجزائر إحراج إبلاغها لـ “بوليساريو” بالتوجه العالمي الجديد، المساند لمقترح الحكم الذاتي المغربي، وإقناعها بالتخلص من مواقفها السياسية البائدة، وهو الطلب نفسه الذي قدمه عطاف لأنطوني بلينكن، الذي قام بإيفاد المسؤول عن قسم المغرب العربي إلى الرابوني، لإبلاغ قيادييه بضرورة إحداث نقلة في موقفها السياسي، والتخلص من عقدة الاستفتاء، بعدما أقرت الأمم المتحدة استحالة تنظيمه، والانفتاح على المقترح المغربي، والعمل سويا، مع جميع الأطراف الأخرى، على تجويده في أفق اعتماده حلا أمميا نهائيا لقضية الصحراء المغربية.

وقد عمق غوتيريش جراح “بوليساريو”، المهزومة عسكريا، بعدما طرح عليها مسألة العراقيل والخروقات التي سجلتها “مينورسو” خلال السنة الماضية في حق “بوليساريو”، شرق الجدار العسكري، حيث تقيد حركة المراقبين العسكريين، وتمنع عنهم التموين والمحروقات والماء الصالح للشرب.

ورغم ما سجله ذلك اللقاء من تضييق للخناق على “بوليساريو”،  واصلت عصابة الرابوني السياسة التضليلية نفسها تجاه سكان المخيمات بغرض التغطية على تراكم الفشل الدبلوماسي، والانهيار الداخلي الذي بات واضحا، وكذلك التغطية على الألم الداخلي والخارجي، علما أن جوشوا هاريس أبلغ إبراهيم غالي بضرورة التوقف عن تسويق وهم الحرب، لأن المنطقة ليست بحاجة لمزيد من التصعيد، معربا عن أمل إدارة بايدن في إطلاق عملية سياسية بين المغرب و الجزائر و”بوليساريو” قريبا، متوعدا في السياق ذاته بزيادة الدعم الأمريكي للسلة الغذائية في مخيمات تندوف، فيما اعتبر متابعون هذه الخطوة بمثابة رشوة لعصابة “بوليساريو”، لعلم الأمريكيين جيدا أنهم مجرد متاجرين بمعاناة الصحراويين بتندوف، ويبيعون كل أشكال المساعدات.

واعتبرت الخارجية الأمريكية الزيارة خطوة في طريق إعادة بناء الثقة بين الأطراف، فيما لم يسلط الإعلام الجزائري الضوء على الزيارة باستثناء جريدة الخبر، التي نشرت لقاء مع المبعوث الأمريكي، يبدو أنه تعرض للكثير من الرقابة.

من جهة أخرى، حل نشطاء من مخيمات تندوف بجنيف للمشاركة في الدورة الرابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف حيث استعرضوا، خلال الأسبوع الأول من هذه المشاركة، أجزاء مهمة من تجاوزات حقوق الإنسان ضد صحراويي المخيمات وجرائم الجيش الجزائري بحق المدنيين الصحراويين، كما نظمت ندوة موسعة حول ملف تجنيد الأطفال من قبل ميليشيات “بوليساريو”، الأمر الذي لاقى تجاوبا وازنا من مختلف الهيآت الدولية، والمشاركين الذين أجمعوا على ضرورة إعادة النظر في التعامل مع تنظيم كل قادته مجرمون يحتمون بالجيش الجزائري ويتنقلون بجوازات سفر دبلوماسية لأجل الإفلات من العقاب.

المصدر: الصحيفة