الكابرانات في ورطة..الجزائر تتملص من حملاتها ضد تونس وموريتانيا بالتحامل على المغرب والإمارات

مؤخرًا، اندلعت توترات سياسية بين الدول العربية في منطقة شمال إفريقيا، حيث أوردت صحيفة "العرب" اللندنية في عددها الورقي الأخير تفاصيل حول توجيه الاتهامات والتراجعات بين الجزائر وتونس وموريتانيا، مما أثار مخاوف بشأن استقرار المنطقة.

ووفقًا للصحيفة، قامت الجزائر بتوجيه اتهامات ضد تونس وموريتانيا، محاولةً تفادي ردود الفعل السلبية من هاتين الدولتين. تبين أن هذه الاتهامات جاءت في إطار حملات سياسية وإعلامية أُطلقت من داخل الجزائر واتهمت "بلد عربي"، تلميحًا إلى الإمارات العربية المتحدة، بمحاولة استغلال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في تونس وموريتانيا بهدف دفعهما نحو التطبيع مع إسرائيل.

الشخصيات السياسية المقربة من دوائر القرار في الجزائر، بينهم عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني وعضو في الحكومة، قادوا هذه الحملات. وفي هذا السياق، حذّر بن قرينة من محاولات تمدد التطبيع في العمق الاستراتيجي للجزائر.

لكن تبين أن هذا المسؤول الجزائري اضطر للتراجع عن تصريحاته، وفقًا للصحيفة، بناءً على توجيهات من النظام الجزائري الذي يسعى للتملص من هذه الحملات. وقد ألقت الصحيفة اللندنية الشماعة على "أبواق المخزن"، وهي تلميح إلى المغرب، بزعم تشويه وتأويل تصريحات بن قرينة.

تزامنًا مع هذه الأحداث، أجرى وزير الخارجية التونسي نبيل عمار زيارة إلى الجزائر، وهي الزيارة التي تأتي بعد فترة من التوتر بين البلدين، بسبب حادثة فرار أميرة بوراوي من الجزائر إلى فرنسا عبر التونس. تم التأكيد أن تراجع بن قرينة عن تصريحاته جاء في هذا السياق، ويتزامن مع هذه الزيارة الدبلوماسية.

على صعيد آخر، كانت هناك تصريحات من الجزائر تتعلق بزيارة وزير الدفاع الموريتاني إلى إسرائيل، حيث حذّر بن قرينة "أشقاءه الموريتانيين" من مخاطر الاستجابة للضغوط والابتزاز من الكيانات الوظيفية، مشيرًا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تثير تساؤلات حول الأسباب وراء تراجع بن قرينة عن تصريحاته، فهل كان ذلك نتيجة لتدخلات من الدول المعنية أم هو نتيجة للنظام الجزائري نفسه، وذلك بهدف الحفاظ على علاقاته مع تونس وموريتانيا وتجنب تفاقم التوترات بين الدول العربية في المنطقة.

إن هذه التطورات تجسّد التحديات السياسية الكبيرة التي تواجهها المنطقة، وتلقي الضوء على العلاقات المعقدة والتفاعلات بين الدول العربية، والتي قد تؤثر بشكل كبير على الاستقرار في المنطقة.