وجهت الجزائر، مساعدات غذائية على متن ثلاث طائرات عسكرية إلى موريتانيا، سعيا منها للتقرب من النظام الموريتاني، وطمعا في موقف جديد من نزاع الصحراء يعتمده الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأعلنت موريتانيا عن تسلمها الجمعة، مساعدات غذائية من الجزائر، بمناسبة شهر رمضان، تضمنت 96 طنا من مختلف المواد الغذائية، من قبيل الأرز والسكر وزيت الطهي والعجائن والخضار، إذ أشار السفير الجزائري في موريتانيا، محمد بن عتو، أنها تأتي كـ”تجسيد من الجزائر لتضامنها ووقوفها إلى جانب موريتانيا، خاصة في شهر رمضان المبارك”.
وتأتي المساعدات الغذائية الجزائرية الموجهة لموريتانيا، في وقت باشر فيه نظام العسكر سلسلة من الإجراءات في سبيل التودد للأخيرة، حيث جرى فتح معبر “مصطفى بولعيد” البري، وكذا الاستعداد لانهاء طريق تندوف الزويرات، كما قامت خلال فترة كورونا بتقديم مساعدات غذائية وطبية، فضلا عن الحفاظ على تنسيق سياسي منتظم مع انواكشوط، عبر محادثات هاتفية، وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين.
واعتمدت الجزائر منذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون، مقاربة خاصة في التعاطي مع موريتانيا، بالنظر لدورها الاقليمي في نزاع الصحراء، وموقفها الذي تسعى الجزائر لتغييره بشكل يتسق مع أطروحتها من النزاع، بيد أن تلك المقاربة تصطدم بواقع العلاقات بين الرباط وانواكشوط، التي تؤكدها تصريحات مسؤولي البلدين، وكذا الرغبة التي تعتري موريتانيا في لعب دور إيجابي في النزاع، دون ميل أو تعقيدات تؤثر بالسلب على مساره.