أسبوع على معركة "الأمعاء الفارغ".. تجاهل حكومي وتضامن حقوقي مع "المتضررين" من امتحان المحاماة

يواصل المتضررون من نتائج امتحان المحاماة، منذ يوم الجمعة الماضي، إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجا وسط تجاهم وزير العدل عبد اللطيف وهبي لمطالبهم بفتح تحقيق عادل حول ما طال هذا الامتحان من خروقات.

وفي الوقت الذي تفادت فيه الحكومة التفاعل مع القضية، وتجاهل الناطق الرسمي باسمها مصطفى بايتاس أمس الخميس أسئلة الصحافيين حول الموضوع، أطلق مجموعة من الحقوقيون والسياسيون وممثلو هيئات مغربية نداء إلى المضربين عن الطعام من ضحايا امتحان المحاماة لمناشدتهم من أجل إيقاف خطوتهم.

وفي عريضة تضمنت توقيعات المضربين عن الطعام، ناشد 11 حقوقي، من بيهم طالبتان، المضربين من أجل وقف خطوتهم لأجل “حماية الحق في الحياة والسلامة الجسدية”، خاصة مع تدهور الحالة الصحية لعدد من المضربين ونقلهم إلى المستشفى أكثر من مرة.

وتوقفت المناشدة على الأنباء المتواترة عن تدهور الحالة الصحية للمضربين، وأكد الموقعون على دعمهم للنضال السلمي المدني من أجل الدفاع عن الحق في امتحانات ومباريات لا تخرق ضمانات الشفافية والإنصاف، ولا تكون معبرا لكل أشكال التدخل من أي جهة كانت.

وأضافت المناشدة “إن صرختكم واحتجاجاتكم قد أبانت عن سمو ترافعكم ونبل معركتكم السلمية والمشروعة.. وإنا نناشدكم باسم عائلاتكم التي أفنت زهرة أعمارها فداء لكم، و باسم أسمى حق في الوجود، وهو الحق في الحياة، و باسم كل أصدقائكم وأحبابكم والمتعاطفين مع نضالكم، من أجل إيقاف الإضراب”.

ومن جملة الموقعين على المناشدة النقيب عبد الرحمان بنعمرو، و النقيب عبد الرحيم الجامعي، وعبد السلام لعزيز الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، و نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، و عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعادل تشيكيطو رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، ومحمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، ورشيد حموني البرلماني عن حزب التقدم والإشتراكية، وغيرهم.

وعاهد الموقعون المضربين عن الطعام وضحايا الامتحان على دعمهم في كل أشكالهم النضالية المقبلة، و”لكن الأولوية هنا والآن لحقكم في الحياة، ولسلامتكم الصحية والجسدية”.

في هذا السياق، دعت اللجنة الوطنية لضحايا امتحان المحاماة “جميع المرسبين‎ ‎‫ والمرسبات إلى تجسيد وقفة احتجاجية أمام البرلمان يوم‎ ‎‫الأحد 5 مارس 2023 ابتداء من الساعة 16:00، في ظل التفاعل السلبي لمجموعة من المؤسسات والتواطؤ‎ ‎‫المفضوح لبعض الجهات من أجل طمس جريمة التلاعب ‎ ‎‫بامتحانات المحاماة”.

الغلوسي: ركوب خيل التحدي لن يزيد إلا من علو منسوب الشعور بالظلم والحكرة

دخل رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، على خط إضراب الراسبين في امتحان المحاماة عن الطعام، مناشدا إياهم بوقف هذا الإجراء.

وفي تدوينة نشرها بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، انتقد الغلوسي مواجهة الحكومة مطالب وصراخات الطلبة المضربين عن الطعام بالآذان الصماء، مشددا على أن “المسؤولية تقتضي فتح حوار بناء معهم والإنصات إليهم”.

وأكد ذات الحقوقي أن “غياب التواصل والحوار وركوب خيل التحدي لن يزيد إلا من علو منسوب الشعور بالظلم والحكرة، وسيدفع هؤلاء الشباب ثمن ذلك من صحتهم وسلامتهم الجسدية والنفسية”، متسائلا “ألا يوجد عاقل في هذا البلد يعرف كيف يطفئ النيران المشتعلة التي تأكل من النزر القليل المتبقي من الثقة والأمل؟”.

وأكد ذات المتحدث أنه “لو استقبل وزير العدل هؤلاء الطلبة وفتح معهم قنوات للحوار لكان المنحى مغايرا تماما للمشهد الأليم الذي نشاهده اليوم”، مضيفا “لكن، للأسف، وزير العدل ومنذ مجيئه إلى الوزارة وهو يصب الزيت على النار في كل الإتجاهات”..

وطالب الغلوسي المضربين عن الطعام التراجع عن هذه الخطوة وإيجاد صيغ نضالية بديلة، لأن “الحق في الحياة يبقى دوما مقدسا و لا شيء أجمل من الحياة”، وفق تعبيره.