قالت إذاعة “راديو فرانس” ضمن برنامج “رهانات دولية”، إن المغرب والجزائر يتنافسان فيما بينهما لبناء أنابيب عابر للقارات لجلب الغاز النيجيري إلى أوروبا، مروراً ببلديهما.
وميزت الباحث في قضايا الطاقة للإذاعة الفرنسية بين المسارين المغربي والجزائري للغاز النيجيري، معتبرة أن مسار الجزائر أكثر مباشرة من المشروع المنافس المغربي، إذ أذ إنه يعبر ثلاثة بلدان فقط، مقابل اثني عشر بلدا على الأقل لخط أنابيب الغاز النيجيري- المغربي.
وتابع الباحث أن ميزة المسافة القصيرة لمسار أنبوب الغاز الجزائري- النيجيري هي في نفس الوقت نقطة ضعف، فبالتأكيد يتطلب خط الغاز الجزائري العابر للصحراء مفاوضات أقل لتأسيسه مع البلدان المتقاطعة، لكنه لا يقدم سوى منفذ واحد: أوروبا، بينما سيزود المشروع المغربي عشرات البلدان بالغاز في طريقه، كما هو الحال مع العديد من المنافذ والممولين المحتملين.
ويواجه كل من المسارين صعوبة كبيرة بالنسبة إلى الخط الجزائري، ستكون مسألة تأمين مسار خط الأنابيب الذي سيعبر المناطق التي تنشط فيها العديد من الجماعات المسلحة، بما في ذلك بوكو حرام وتنظيم “الدولة” في غرب إفريقيا وبالنسبة إلى الخط المغربي، فإن الدورة البحرية في المحيط الأطلسي تضاعف التكاليف.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد ضيف البرنامج فرانسيس بيرين، أنه “لا يمكن لأحد أن يجد التمويل إذا لم يكن هناك سوق. والشرط الذي لا غنى عنه يكمن في التمويل، وفي الحالة المحددة لهذين الخطين الجزائري والمغربي، هي التمويل الأوروبي”.
ولكن لكي يلتزم المستثمرون، يجب أن تستجيب خطوط أنابيب الغاز هذه أولاً للأسواق الآمنة، أي في هذه الحالة، عقود الغاز أو الطلبات من الدول الأوروبية، يقول الباحث في قضايا الطاقة. لكن لا يبدو أن أوروبا اتخذت قراراً في هذا الصدد على وجه التحديد لأسباب دبلوماسية، وعدم الرغبة في الإساءة إلى أي من الطرفين.
ويبدو أن الحاجة الملحة لاحتياجات الإمداد بعد أزمة الغاز الروسي تؤدي إلى مشاريع قصيرة أو متوسطة الأجل، هدفها هو الاستجابة لفصل الشتاء المقبل، بدلاً من الالتزام بمشاريع خطوط أنابيب الغاز العابرة للقارات، والتي إذا تم تنفيذها، سيستغرق ذلك عدة سنوات.
وأكد الباحث أن مشروعي خط الأنابيب، اللذين يبلغ سعر كل منهما عشرات المليارات من اليورو، لهما مزايا ونقاط ضعف، فيبدو أن مشروع خط أنابيب الغاز الجزائري هو الأكثر تقدما، حيث اكتمل بـ70 في المئة بين دلتا النيجر، حيث تقع حقول الغاز، وشمال نيجيريا.
ويشار إلى أن خط أنبوب الغاز من نيجيريا إلى المغرب سيمر على طول ساحل الغرب الأفريقي، عبر دول بنين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا، وصولا إلى المغرب على أن يُربط بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي وشبكة الغاز الأوروبية.
وحسب بيان للأطراف الموقعة على مذكرة التفاهم، فإن هذا المشروع الإستراتيجي "يسهم في تحسين مستوى معيشة السكان وتكامل اقتصادات المنطقة، بالإضافة إلى تخفيف حدة التصحر، بفضل التزويد المستدام والموثوق من الغاز".