يعتبر المؤتمر الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي سينعقد نهاية هذا الأسبوع أعلى هيئة تقريرية وتنظيمية للحزب وفق المادة 29 من النظام الأساسي للحزب. هذا المؤتمر الذي ينعقد في دورته العادية مرة كل أربع سنوات، ويتكون من مندوبين منتخبين على الصعيد الإقليمي .
وللمؤتمر الوطني مهام محددة في النظام الأساسي للحزب كونه يرسم توجهات واختيارات الحزب وانتخاب الرئيس وفق المادة 30 منه، وتشير كل المؤشرات أن المؤتمر السابع لحزب الحمامة ينعقد هذه السنة في سياق خاص، وفي ظل تحديات كبرى تتطلب الكثير من الحكمة والتبصر والتعقل لجعل هذا المؤتمر عرسا ديمقراطيا المنتصر فيه ليس عزيز أخنوش أو رشيد الطالبي أو محمد اوجار أو أو... بل المنتصر فيه هو الحزب المؤسسة الذي يتحمل مسؤولية تدبير السياسات العمومية في ظروف استثنائية صعبة.
السياق العام لانعقاد المؤتمر السابع لحزب التجمع الوطني:
ينعقد هذا المؤتمر والحزب ما زال يعيش علي إيقاع نشوة الانتصار التاريخي والاستثنائي الذي حققه الحزب تحت قيادة عزيز أخنوش في انتخابات 8 شتنبر 2021، وهزم حزب العدالة والتنمية بشكل رهيب فشلت الدولة في تحقيقه في عهد إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة السابق.
سياق يقود فيه الحزب رئاسة الحكومة، ويترأس أربع جهات ويسير المئات من مجالس الجماعات والأقاليم والمقاطعات، ويتوفر علي أكبر فريق برلماني ب 102 برلمانيا، ويدبر الشأن العام في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة ومتأزمة، بسبب الجفاف الاستثنائي لهذه السنة، وارتفاع غلاء المعيشة والطاقة، وتداعيات جائحة كورونا الكارثية، وتأزم الأوضاع بعدة مناطق بالعالم.
المؤتمر السابع مؤتمر الاستثناء في كل شيء مقابل توفر قادة الحزب على الإرادة القوية:
ينعقد هذا المؤتمر لأول مرة عن بعد بسبب جائحة كورونا وب 14 منصة منها واحدة خاصة بمناضلي الحزب الممثلين للمغاربة القاطنين بالخارج ستكون بباريس العاصمة الفرنسية، وبمنصة رئيسية بالمقر المركزي للحزب بالرباط، وباقي المنصات بالجهات الأخرى.
ولإنجاح هذا المؤتمر الاستثنائي وضعت اللجنة المنظمة برنامجا محكما مع توفير كل الشروط المادية واللوجستيكية لتدبير أشغال هذا المؤتمر الذي ينظم في أجواء من الانسجام والانضباط والتوافق والهدوء وهي ميزة تجمعية محضة غير متوفرة عند العديد من الأحزاب .
تنظيم محكم لانعقاد المؤتمر وانسجام وتفاهم عام بين مناضلي الحزب حول أهمية ومخاطر المرحلة:
ينعقد المؤتمر السابع بمشاركة 3000 مؤتمرة ومؤتمر من كل بقاع العالم، و500 عضوة وعضوا منهم منتخبين إقليميين ومنهم من بالصفة .
وحسب بلاغ المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار حول جدول أعمال المؤتمر الوطني السابع والمجلس الوطني، المزمع انعقادهما يومي 4 و5 مارس 2022. فقد كشف المكتب السياسي عن تفاصيل هذا الحدث الحزبي والتنظيمي الهام، الذي يمتد ليومين متتاليين، سيكون فيهما التجمعيات والتجمعيين مع موعد مهم يأتي في سياق مليء بالأحداث السياسية المهمة، على غرار الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة التي تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار نتائجها، مهنيا ومحليا وجهويا ووطنيا، كما تأتي هذه المحطة في سياق قيادة الحزب للتحالف الحكومي، برئاسة عزيز أخنوش رئيس الحزب، وأيضا في إطار تسييره وتدبيره لأربعة مجالس جهوية وعدد مهم من الجماعات الترابية والغرف المهنية.
وستنطلق انطلاق أشغال لجن المؤتمر لجنة الشؤون القانونية ولجنة الشؤون المالية ولجنة الشؤون السياسية والبرنامج الحزبي، مباشرة بعد انتهاء أشغال الجلسة الافتتاحية أي يوم الجمعة 4 مارس 2022.
أما اليوم الثاني (السبت 5 مارس 2022)، فسيشهد أنشطة مكثفة، فبعد افتتاح أشغال الجلسة العامة، سيتم تقديم تقارير اللجن، على التوالي، لجنة الشؤون القانونية، ولجنة الشؤون المالية، ولجنة الشؤون السياسية والبرنامج الحزبي، ثم بعدها المصادقة على تصفية الذمة المالية، والبرنامج الحزبي، ومشروع النظام الأساسي للحزب، قبل أن يتم إطلاق عملية التصويت الخاصة بانتخاب الرئيس.
ومباشرة بعد إعلان نتائج الفرز، يؤكد البلاغ، بأنه سيكون المؤتمرون على موعد مع كلمة الرئيس، ثم عرض لائحة أعضاء المجلس الوطني والمصادقة عليها، وبعدها تلاوة البرقية المرفوعة إلى الملك، واختتام أشغال المؤتمر الوطني السابع.
وخلص جدول الأعمال إلى أن اليوم الثاني سيشهد أيضا اعتماد المنظمات الموازية، وعرض لائحة المكتب السياسي، وانتخاب أعضاء المكتب السياسي، ليتم بعدها إسدال الستار عن المؤتمر الوطني السابع للحزب.
وأشار المكتب السياسي إلى أنه إن يعتبر جدول الأعمال هذا بمثابة دعوة لكل المؤتمرات والمؤتمرين، وأعضاء المجلس الوطني، كما يهيب بهم إلى التعبئة من أجل إنجاح هذه المحطة الفارقة من تاريخ الحزب.
إجماع حول إعادة انتخاب أخنوش لما حققه للحزب من انتصارات استثنائية و غير متوقعة:
كل المؤشرات تؤكد أن هناك اجماعا بين كل المؤتمرين حول إعادة انتخاب عزيز أخنوش لقيادة الحزب لولاية ثانية لما يحظى به الرجل من إجماع واحترام وتقدير بين مناضلات ومناضلي حزب الحمامة خصوصا بعد الانتصار الاستثنائي الذي حققه في انتخابات 8 شتنبر 2021 بتصدره الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية وسحق حزب الإسلاميين .
انتصار أهله لقيادة الحكومة والتوفر علي أكبر فريق برلماني 102، وإعادة حزب التجمع الوطني للأحرار للواجهة، وجعله رقما أساسيا في المعادلة الحزبية بالمغرب. إعادة انتخاب أخنوش لقيادة حزب الحمامة لولاية ثانية هو اعتراف من مناضلي الحزب بفضل هذا الرجل الذي ضحى بماله وبحياته من أجل انبعاث الحزب وجعل الحمامة ترفرف في السماء٫ إنه اعتراف بمنهجية الرجل أخنوش الذي جعل من حزب التجمع الوطني للأحرار حزبا حداثيا اجتماعيا وديمقراطيا ونموذجا في الالتزام والانضباط والعمل بصمت .
صحيح، سينجح المؤتمر الذي يترأس لجنته التحضيرية مناضل صلب والعلبة السوداء للحزب والقوة الهادئة والمنظرة لحزب الحمامة رشيد الطالبي ، وسينتخب عزيز أخنوش بالإجماع لولاية ثانية لأنه الرجل القوي للمرحلة، وسينتخب المكتب السياسي وأعضاء المجلس الوطني وباقي الروافد الموازية، وسيشكل الحزب عرسا ديمقراطيا، لكن السؤال المطروح ما بعد المؤتمر هو كيف سيتم انتخاب ممثلي الحزب وعلى أي أسس وعلى أي معايير خصوصا وأن الحزب يترأس الحكومة في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة بحاجة لموارد بشرية منتخبة استثنائية ولمؤسسات منخبة ديمقراطيا لتكون في مستوى اللحظة قادرة علي تفعيل البرنامج الانتخابي والوعود الانتخابية التي علي أساسها صوت الشعب المغربي لحزب التجمع الوطني للأحرار وجعله القوة الأولى محليا جهويا ووطنيا.