صحيفة اسبانية :انقطاعات كثيرة في أنبوب الغاز الجزائري نحو إسبانيا-وثيقة

لم يمضِ على قرار الجزائر إلغاء الأنبوب المغربي الحامل لغازها نحو أوربا سوى شهر  واحد، حتى بدأت تتجرع خيبات الأمل من وراء قراراها الذي كانت تريد من خلاله التضييق على المغرب اقتصاديا، بدعوى أنه “عدو” وانه “يهدد مصالحها”.

وكشفت صحيفة “okdiario”  الإسبانية، معاناة إسبانيا مع انقطاعات خط الأنابيب الجزائري الوحيد خلال إمداد إسبانيا بالغاز، حيت بلغ مجموع ساعات الانقطاعات 54 سعاة كاملة، أي أزيد من يومين، مؤكدة على أن “إجمالي مخاطر الانقطاعات على إسبانيا كان نظام الغاز الإسباني عند الحد الأدنى في 24 نونبر المنصرم لمدة 13 ساعة”.

وقالت الصحيفة إن “إسبانيا عانت 54 ساعة من “القيود” في إمداد الغاز من الجزائر عبر خط أنابيب الغاز” ميدغاز” الذي يربط التراب الجزائري والإسباني عبر ألمريا، حيث تم الإخطار بذلك من قبل enagás في تنبيه تم إطلاقه في السوق وحذر فيه من “تقييد السوائل” بين 00:00  منتصف ليلة يوم الاثنين و 6:00 يوم الأربعاء الماضي”.

وأشار المصدر نفسه إلى أن تاريخ الإخطار بانقطاع في تدفق وصول الغاز تم هذا الثلاثاء 30 نونبر المنصرم، والسبب، الذي وصفته الصحيفة بأنه “الأكثر إثارة للقلق على الإطلاق”، هو أن  “medgaz يبلغ عن وجود قيود على التدفق”.

لافتة الانتباه إلى أن “ميدغاز” هو خط أنابيب الغاز الذي يمد إسبانيا بالغاز من الجزائر، وعليه وضع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز كل آماله في الحفاظ على الإمداد دون مشاكل بعد إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي الذي يعبر المغرب ويصل إلى إسبانيا عبر المضيق.

وتابعت “okdiario” أن مكان اكتشاف تنبيه انخفاض الإمداد كان في ألمريا، التي تُعتَبر نقطة دخول خط أنابيب الغاز الوحيد الذي لا يزال مفتوحًا من الجزائر، حيث تم إطلاق التنبيه من قبل مدير أنبوب medgaz نفسه، ولا يخفي التفسير المقدم من الجزائر أن انخفاض العرض قد حدث عند نقطة ربط أنابيب الغاز نفسها.

الحد الأدنى من المخزون

وشددت الصحيفة الإسبانية على أنه بالرغم من هذا الانقطاع، إلا أن “بيدرو سانشيز يواصل إنكار الموقف وتقديم ضمانات مزعومة بأن تدفق الغاز الطبيعي مضمون بالكامل، وهذا على الرغم من حقيقة أن التقرير اليومي لـ enagás الإسبانية حول تطور المخزون الموافق الأربعاء الماضي، 24 نونبر المنصرم، قد أكد بالفعل فترة 13 ساعة ظل فيها الغاز عند الحد الأدنى في نظام التوزيع.

وأكدت  “okdiario” على أن تدفق الوقود ظل منخفضًا جدًا عند 2703 جيجاوات ساعة بين الساعة 6:00 صباحًا والساعة 7:00 مساءً، موردة أن  فترة طويلة ذهبت فيها المستويات إلى نطاق منخفض بشكل غريب تزامنت مع سوق مضغوط تمامًا وبأسعار باهظة.

وتابعت أنه في الساعة 8:00 صباحًا وصلت  الإمدادات إلى الحد الأدنى الذي لم ينعكس حتى في الرسم البياني (المرفق في الوثيقة) لأنه كان خارج النطاق بمستوى 2630 جيجاوات ساعة، وفي تلك الساعات الـ13 ، كان المصطلح نفسه الذي استخدمه enagás للوضع هو “تنبيه” ، وهو مستوى يتجاوز مستوى “اليقظة”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون تفسير هذا التوقف هو النقص الشديد في الغاز، لكن هناك نقص في الغاز بأسعار معقولة، وما جعل العديد من الخبراء يتكهنون بالفعل احتمال أن يكون شراء الغاز بالأسعار الجارية قد أدى إلى سياسات أكثر حذرًا بسبب ارتفاع تكاليف السوق، بحيث تنتقل إلى عملية استحواذ أصغر، شيء يمكن أن يقلل الفائض، وبالتالي ، يولد التوترات – أو حتى التخفيضات – في أوقات معينة من زيادة الطلب على الغاز.

واعتبرت الصحيفة ذاتها “تقييد التدفق” للغاز الجزائري يؤكد أنه  يجعل الأمور أسوأ، في الأنبوب الذي كان عليه حل مشاكل الإمداد المحتملة بسبب قطع خط أنابيب الغاز الكبير المار من المغرب، حيث كانت “خطة سانشيز هي زيادة تدفق ميدغاز الجزائري، ولكن وصل إشعار “تقييد التدفق” إلى ألميريا في منتصف هذه الخطة”.

وخلصت الصحيفة إلى أن الحقيقة هي أن الإمداد قد تم قطعه بالفعل عبر الأنبوب المغاربي، رغم تحدير شركات الكهرباء من احتمال انقطاع التيار الكهربائي في يناير القادم، وأبلغت شبكة الكهرباء الإسبانية نفسها توقعاتها لشهر يناير مع توليد ضئيل من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

معتبرة أن هذا السبب هو الذي جعل الحكومة  الإسبانية تصدر أمرًا لاستيراد جميع الغاز المسال المحتمل من الجزائر عن طريق السفن، لكن الحقيقة هي أنه بعد مرور شهر تقريبًا على تمرير هذا الأمر، تقل احتياطيات الغاز المسال حاليًا بنسبة 21.1 بالمائة عن التوقعات المحددة.

ويتزامن هذا الانقطاع في الأنبوب الجزائري مع استعداد المغرب لتصدير الغاز من حقل تندرارة، بعدما إبرام شركة “ساوند إنرجي – sound_energy” البريطانية، التي تمتلك امتياز التنقيب في حقل تندرارة للغاز في شرق المغرب، عقد بيع غاز مع المكتب الوطني للكهرباء والمياه الصالحة للشرب “onee”، متعهدة بتزويد خط أنابيب الغاز بين المغرب وأوروبا بكمية تعاقدية سنوية تصل إلى 350 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، ولمدة عشر سنوات، عبر الأنبوب المغاربي الأوربي، الذي كان يمر فيه الغاز الجزائري نحو أوروبا والذي أصبح في ملكية المغرب.