د.بلقاضي يكتب..توقعات انتخابات 8 شتنبر 2021 الممكنة..ورئيس الحكومة المقبل لن يخرج عن اطار حزب اخنوش او حزب بركة
د.ميلود بلقاضي
تختلف القراءات والمقاربات حول توقعات نتائج يوم شتنبر 2021، لكنها تتفق حول فكرة اساسية وهي ان المشهد السياسي والحزبي ما بعد الاربعاء 8 شتنبر 2021 لن يكون هو نفس المشهد السياسي والحزبي لما قبل 8 شتنبر 2021 ، لكون المغرب سيعرف خريطة حزبية وساسية مخالفة تماما للخريطة التي افرزتها انتخابات 2016.
خريطة سياسية لن يتصدر حزب العدالة والتنمية نتائجها ،ولن يحتل فيها المرتبة الاولى ولن يحصد 125 مقعدا، بل من المنتظر ان يتراجع الى المرتبة الثالثة او الرابعة وراء حزب التجمع الوطني للاحرار الذي سيقفز للمرتبة الاولى وراء حزب الاستقلال ووراء حزب الأصالة والمعاصرة الذي لن يحافظ هو ايضا على 104 مقعدا الني حصدها في انتخابات اكتوبر 2021.
لذلك من المتوقع ان تفرز نتائج الانتخابات ليوم الاربعاء 8 شتنبر 2021 خريطة حزبية وسياسية جديدة ستلعب فيها الاحزاب الكبرى الدور الاساسي كما كان في انتخابات اكتوبر 2016 وهي احزاب العدالة والتنمية والاصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للاحرار والاستقلال لكونها هي التي غطت جمبع الدوائر 92 المتعلقة بالانتخابات التشريعية لسنة 2021.
حزب العدالة والتنمية الخاسر الاكبر في انتخابات 8 شتنبر: تشير مؤشرات عديدة ان حزب البيجيدي سيتراجع الى المرتبة الثالثة او الرابعة لاسباب ذاتية وموضوعية وحتى صقور الحزب صرحوا بذلك .
لانه فقد الكثير من قوته التواصلية والتنظيمية التي ميزته في انتخابات 2016 حيث كانت كل ظروف التميز متوفرة للفوز بالرتبة الاولى بزعامة الوحش التواصلي والانتخابي بنكيران الذي استغل القطبية مع حزب الاصالة والمعاصرة في شخص الياس العماري ، هذا الاخير الذي اضعف كل الاحزاب باستثناء حزب العدالة والتنمية حيث عمل الياس العماري على جلب كل الكائنات الانتخابية والاعيان والانتهازيين من احزاب الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية والتجمع الوطني للاحرار والاتحاد الاشتراكي التي صوت البعض من مناضليها لصالح العدالة والتنمية عقابا لقياداتها التي انبطحت امام الياس العماري الامين العام العام لحزب البام .اضافة الى طببعة القوانين المؤطرة للانتخابات خصوصا قوانين العتبات والقاسم الانتخابي على اساس المصوتين التي كانت في صالح حزب العدالة والتنمية.
وعلى الاساس ، عادي جدا لن يحتل حزب البيجيدي المرتبة الاولى بعد عشر سنوات من الحكم اتخذ فيها امينها العام سعد الدين العثماني قرارات مؤلمة في حق الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
اضافة الى قرار الموافقة على التطبيع مع اسرائيل وما افرزه من استقالات وتصدعات داخلية كادت ان تقسم الحزب ، والتصدع داخل الاغلبية الحكومية ، واخيرا عدم رفضمنح التزكية لعدد من الكائنات الانتخابية او اسقاطها: بنكيران، افتاتي، حامي الدين، ماء العينين، الرميد الخ
كل هذه العوامل تؤكد ان حزب العدالة والتنمبة سيتراجع في ترتيب نتائج شتنبر وسيخضع لعقاب تصويتي شعبي، وهذا ما اظهرته الحملات الانتخابية الباهتة لقياديه في مختلف جهات المغرب.
الى جانب تحديات المغرب المتعلقة بمغرب ما بعد كورونا وتنزيل النموذج التنموي الجدبد والجهوية المتقدمة وجلب الاستثمار. كل هذه التحديات بحاجة لحكومة تدبير وحكامة تقودها نخب لا يتوفر عليها
حزب العدالة والتنمية الحالي الذي اهلكته السلطة .
حزب التجمع الوطني للاحرار الحزب المؤهل للاحتلال المرتبة الاولى وقبادة الحكومة المقبلة:
مؤشرات عديدة تشير بان حزب التجمع الوطني للاحرار يسير بخطى ثابتة نحو قيادة الحكومة والفوز بالمرتبة الاولى بعد ان خطط لها منذ سنوات عزيز اخنوش الذي دبر الحزب كمقاولة بعد اعادة بناءه وهيكلة اجهزته وروافده .
وللاحتلال الرتبة الاولى وهزم حزب الاسلاميين عملت قيادة الحزب على وضع استراتيجية محكمة معتمدة على سياسة القرب والتواصل واقناع المواطن ببرنامجهم الانتخابي والبحث عن المرشحين
القادرين ربح الاصوات والمقاعد ولة كانوا من خارج اطر الحزب ومناضليه.
وحسب تغطية الداوائر الانتخابية المتعلقة بالانتخابات التشريعية والحماعاتية والجهوية فان حزب الحمامة غطى تقريبا مائة في المائة ورشح فيها الكائنات الانتخابية والاعيان القادورن للفوز بالمقعد
لضمان تحقيق اهداف استراتيجيته ، ووتوقع فوز حزب التجمع الوطني للاحرار بالمرتبة الاولى وهزم الاسلاميين حوله شبه اجماع حتى بالنسبة للاعلام الدولي .وهو ما اكدته صحيفة “تايمز”
اللندنية،التي قالت إن المؤيدين للملياردير عزيز أخنوش، صديق الملك، يعتقدون أن الوقت قد حان لأن يصبح رئيسا للحكومة، متوقعين فوز حزبه في الانتخابات التي تجري غدا الأربعاء.
ونقلت الصحيفة عن أخنوش الذي وصفته بأنه “رجل الملك الذي يريد هزيمة الإسلاميين”، قوله إن هناك فرصة للتغيير في المغرب، وأن الناخبين سيصوتون لصالح حزبه ضد حزب “العدالة والتنمية”
الإسلامي الذي يقود الحكومة منذ “الربيع العربي”.
وقالت الصحيفة إن أنصار أخنوش ،يعولون عليه لإنهاء عقد من حكم الإسلاميين الذين يقول خصومهم إنهم لم يفوا بوعودهم بتحقيق الازدهار وفشلوا في ذلك، مما دفع المغاربة المطالبة بالتغيير في
ظل الإحباط والتذمر الذي اصابعهم في عهد حكومات الاسلاميين.
لكن هناك مسالة اساسية لا يمكن تجاهلها وهي ان احتلال حزب التجمع الوطني للاحرار الرتبة الاولى قابلة للتحقق لان كل الشروط الذاتية والموضوعية متوفرة ، لكن المشكل يكمن من سيكون
رئيس الحكومة لان تعيين عزيز اخنوش في هذا المنصب سيكون مكلفا للدولة وللحزب، لذى من المتوقع تعيين شخصية اخرى رئيسا للحكومة بعد استشارة اخنوش وموافقته والا فسيبقى هو الاكثر
ترشحا لرئاسة الحكومة المقبلة. ولو ان تشكيل الحكومة سيكون صعبا على مستوى التحالفات، خصوصا وان علاقات اخنوش مع الاحزاب الثلاثة الكبرى غير جيدة خصوصا مع وهبي ومع بركة ومع العثماني وحتى مع العنصر باستثناء لشكر.
حزب الاستقلال والترصد لرئاسة الحكومة:يعد حزب الاستقلال من ابز الاحزاب المنا فسة لحزب التجمع الوطني للاحرار للفوز بالمرتبة الاولى ورئاسة الحكومة خصوصا بعد الدينامية التي احدثها نزار بركة
داخل الحزب . نزار بركة القوة الهادئة يرى فيه عدد من المهتمين انه الاجذر برئاسة الحكومة لكونه كان وزير الشؤون العامة في حكومة عباس الفاسي، وتقلد حقيبة وزارة المالية في حكومة بنكيران
وكان رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبئيئ، كل هذا المسار بؤهله ان يكون رئيس حكومة خصوصا اذا فاز بالشرعية الشعبية بدائرة العرائش.
وقد غطى حزب الاستقلال كل الدوائر الانتخابية المتعلقة بالانتخابات التشريعية والجماعية، ويعمل نزار بركة بان يحتل حزبه المرتبة الاولى والفوز برئاسة الحكومة في انتخابات 8 اكتوبر ، ويراهن
بركة في هذا الاطار على قوة تواجد حزب الاستقلال بالاقاليم الصحراوية حيث من المنتظر ان يهيمن حزبه بهذه الجهة التي تشهد دائما اكبر نسبة من المشاركة السياسية في كل الاستحقاقات.
ومن النقط الايجابية ان تزار بركة ليس له اي صراعات لا هو او حزبه مع اي حزب من الاحزاب الكبرى اي حزب الاصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية والتجمع الوطني للاحرار او التقدم والاشتراكية او الحركة
او الاتحاد الاشتراكي او الحركة الشعبية مما سيساعده تشكيل الحكومة في حالة احتلاله الرنبة الاولى في الانتخابات باقل تكلفة عكس قادة حزبي التجمع الوطني للاحرار والاصالة والمعاصرة في حالة احتلال حزلبهما النرتبة الاولى.
حزب الاصالة والمعاصرة الرقم الصعب في المعادلة الانتخابية وتشكيل الحكومة:حزب الاصالة والمعاصرة بقيادة امينه العام عبد الطيف وهبي معادلة صعبة في ا الانتخابات او في تشكيل الحكومة .
فالحزب الذي شكل القوة الثانية ب 104 مقعدا برلمانيا في الظروف المعروفة التي شهدتها انتخابات 2016 لن يحصل على هذا العدد بل انه سيعود الى حجمه الطبيعي لكنه سيبقى من الاحزاب
الكبرى ويمكن ان يخلق المفاجأة باحتلال المرتية الثانية او الثالثة اما الاولى فصعب لاسباب لا بسمح الوقت للتعرض اليها.
وهبي الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة دبر العملية الانتخابية بذكاء كبير وبمرونة خصوصا وانه ورث حزبا مشتتا ومنهار ا. لذلك لا يخفي وهبي رغبته في احتلال المرتبة الاولى
ولما لا قيادة الحكومة وان كان هذا من الصعب ان قبول وهبي رئيسا الحكومة في الظرةف الحالية لاسباب ذاتية وموضوعية لكنه يبقى رقما اساسيا في كل معادلة حزبية او سياسية.
ما قام به وهبي بعد تغطية جمبع الدوائر المتعلقة بالانتخابات التشريعية خصوصا نوعية المرشحين الذين راهن عليهم تؤهل حزبه لاحتلال المرتبة الثانية او الثالثة، لكن مشكلته هو انه يمكن ان يحدث
بلوكاجا جديدا اذا بقي متشبتا يشروطه وهي قيول المشاركة في حكومة يقودها اخنوش وحزبه شرط اشراك حزب العدالة والتنمية، وهو شرط من الصعب ان يتقبله عزيز اخنوش. لذى سيواجه وهبي معادلة صعبة ومعقدة: رغبته المشاركة في الحكومة المقبلة باي وسيلة من الوسائل ، ورفض المشاركة في حكومة يقودها اخنوش وحزبه دون اشراك حزي العدالة والتنمية، انها المعادلة الصعبة.
على كل وهبي معروف فاعل براغماتي وواقعي كلامه في الحملة الانتخابية لن يكون هو نفسه ما بعد الاعلان عن النتائج النهائية، لذى يمكن ان يتخذ مواقف اخرى اثناء تشكيل الحكومة المقبلة خصوصا اذا فاز في دائرته الانتخابية.
مؤشرات عدة نؤكد ان المرتبة الاولى ورئاسة الحكومة لن تخرج بالترتيب عن اخنوش وحزبه التجمع الوطتي للاحرار، ونزا بركة وحزبه الاستقلال وعبد الطيف وهبي وخزبه الاصالة والمعاصرة مع توفر
امتياز لنزار بركة في حالة تعيينه رئيس حكومة ان يجد حلفاء لتشكبل الحكومة ، عكس اخنوش ووهبي الذان سيجدان صعوبات على مستوى التحالفا لتشكيل الحكومة .بينما سيبقى حزب العدالة
والتنمية يراقب ويستعد للذهاب للمعارضة وهو ما سيشكل خطرا على اخنوش او وهبي اذا ما فاز احدهما برئاسة الحكومة عكس نزار بركة الذي له علاقات طيبو مع قيادات العدالة والتنمية.
اذا غدا 8 شتنبر سيعرف المشهد السياسي والحزبي المغربي طي مرحلة الاسلاميين والدخول في مرحلة اخرى قد تقودها احزاب التجمع الوطني للاحرار والاصالة والمعاصرة والاستقلال والحركة
الشعبية والاتحاد الاشتراكي.
لذى اي كان رئيس الحكومة المقبل اخنوش او بركة او وهبي فليستعد لحرب دون هوادة مع حزب العدالة والتنمية اذا ما اختار صف للمعارضة او دفع لها .