محمد الشنتوف
مقدمة
اجرى موقع بلبريس حوارا جديدا من حوارات برنامج " نقط على الحروف" الذي يديره الاستاذ ميلود بلقاضي، إستضاف فيه الوزير عويشة، الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالمي والبحث العلمي، المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي ناقشمجموعة من النقاط المحورية المرتبطة بمختلف قضابا التعليم العالي ابرزها تقييم مرحلة الانتقال من التعليم الحضوري الى الرقمي، وسبل تحسين جودة التعليم العالي وتشجيع الطلبة على التحصيل العلمي ودعم الاساتذة الجامعيين، وموقع الجامعة المغربية على الصعيد العالمي ومشاريع تطويرها، واستراتيجة الوزارة في الانتقال لنظام "الباشلر"، وغيرها من النقاط المهمة التي ستجدونها في هذا الحوار في 3أجزاء.
يلاحظ أنكم قليلو الحضور أو التواصل مع الرأي العام، خصوصا وأنكم تملكون كل المقومات و المؤهلات لقيادة الجامعة المغربية والبحث العلمي لبر الأمان، لماذا السيد الوزير لا يظهر كثيرا في وسائل الاعلام، خصوصا أنكم رجل تواصل، ولكم كل المؤهلات لتدافع عن وزارتك؟
أشكر الأستاذ بلقاضي وأشكر بلبريس، قلة الظهور، لأنني نسبيا حديث العهد بالوزارة، سنة وشهرين، ومن يعرف المنظومة ويعرف التعليم العالي والبحث العلمي، يعرف التحديات الموجودة فيه، أنا اشتغلت فيه لسنوات، ولكن ذهبت لاحقا لجامعة الأخوين، واشتغلت ما يقارب 20 سنة، فالعودة أخذت قليلا من الوقت لأتعرف على التحديات، ولأتعرف على المنظومة ولأكون تصورا مع الزملاء ومع الإخوان ومع السادة رؤساء الجامعات لنذهب إلى الأمام، ومع هذا عندما يكون هناك طلب للقاء، فأكون مستعدا، وأستجيب بكل سرور.
أنتم السيد الوزير لكم ثقافة أنجلوسكسونية، وما أحوج المغرب إلى نموذج أنجلوسكسوني، تعرفون العقلية الأمريكية، تعرفون كيف يفكر الأمريكيون وكيف يفكر صناع القرار، كيف تقرأون باختصار القرار السياسي الأمريكي الأخير الذي أكد على السيادة المغربية على كل أراضيه الجنوبية.
أعتقد أن هذا القرار قد ارتبط بمسألة وقت فقط، لأن المشروعية موجودة ومند عهد الرئيس بلكلنتن، صرحت الحكومة الامريكية بأن مشروع المغرب المتعلق بالحكم الذاتي له مصداقية، وقابل للتنفيذ، يلزم أن نكون واقعين، فهذا هو المشروع الوحيد المحطوط على الطاولة القابل للنقاش، مند بنكلنتن يعني 28 سنة من الآن، وبالتالي كانت مسألة وقت، وجاءت في الوقت المناسب، ونحن سعداء بهذا الاعتراف ، ويجب أن نبني عليه لنعزز العلاقات القديمة والقوية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية التي يرجع عمرها ل240 سنة، وأقدم وثيقة صداقة، بحيث أن هذه الفترة كلها مرت بدون انقطاع، ولهذا يجب أن نغتنم هذه الفرصة ونرى إمكانيات تعزيز العلاقات وكيف نفيد ونستفيد.
أنت كنت عميدا و نائب رئيس ورئيس جامعة الأخوين، التي لديها ثقافة ومناهج أنجلوسكسونية، أيضا كنتم أستاذا جامعيا وكنتم عميدا بإحدى الكليات، وتذهبون كمدرس وكخبير لأمريكا، نريد منك أن تفسر لنا، ما هي أهمية أو أي دور يمكن أن تلعبه الجامعة المغربية والبحث العلمي في توطيد العلاقات الأمريكية المغربية، وأنتم ممكن تكون في هذه المسألة أساسيا لتقوية العلاقات الثقافية والعلمية بين المغرب وأمريكا.
أعتقد أنها فرصة سانحة لتعزيز العلاقات الموجودة، ولكن كذلك لنبتكر العلاقات بين الجامعة المغربية و الجامعات الأمريكية، هناك فيما يمكن أن نفيدهم، لأن الاستفادة متبادلة، فالجامعات الأمريكية محتاجة لمعرفة العالم، هناك حب الاطلاع، والمغرب الآن بلد يتمتع بالاستقرار في منطقتنا، وكثير من الجامعات الأمريكية طلبة وأساتذة وأولياء أمور، يرتاحون لإرسال أبنائهم وبناتهم إلى المغرب، الحمد لله لدينا ما يقارب 1400 إلى 1500 طالب أمريكي كل سنة في المغرب، هؤلاء يجب أن نفيدهم لأنهم سيكونون سفراء لنا في أمريكا وهذا أفضل استثمار يمكن أن نقوم به، من ناحية أخرى الجامعة الأمريكية اليوم تستولي على التصنيفات العالمية للجامعات، و يجب أن نرى ما يمكن أن نستفيد منه في فلسفتهم، و فلسفتهم يمكن أن نأخذ منها فكرة أو اثنين، لأن ذلك يتطلب حديث طويلا، الفلسفة الأولى: القيمة التي تعطى للطلبة، والاستثمار فيهم هو أفضل استثمار يمكن أن يكون.
ثانيا: الإمكانات لتجويد التدريس، والإمكانات لتجويد البحث العلمي
ثالثا: العلاقات ما بين القطاع العمومي والقطاع الخاص، كثير من تمويل البحث في الجامعات الامريكية يأتي من المتطوعين خريجي الجامعة، ومن الشركات، وجزء منه من الحكومة، هذه الطريقة في تدبير الحكامة داخل الجامعة يمكن أن نستفيد منه، الحكامة التي تربط ارتباط وثيق بما يجري بالجامعة، ومع ما يجري خارج الجامعة، ولهذا "فالبورد" وهو مجلس الأمناء، يتكون مما تم ذكره، ويساهمون في السياسة العامة، ووضع الخطوط الكبرة للجامعة، كما أنهم عندما يقتنعون بها، يساهمون في توفير الظروف لإنجاحها.
أنتم لكم قناعة ودراية عميقة بفلسفة ومرجعية التدريس والبحث لعلمي والجامعة المغربية، أنتم الآن وزير، لكم سلطة على التعليم العالي والبحث العلمي، ماذا تقولون للأساتذة اللذين يتابعوننا، أو للرأي العام، هل توجد الظروف المساعدة لتطبيق ما عملت به في الخارج على الجامعة المغربية وعلى البحث العلمي المغربي؟
أنا كان الشرف أنني كنت مسؤولا على جامعة الأخوين في تسييرها، فالحمد لله هي جامعة مغربية والطلبة فوق 90 في المئة مغاربة، فكثير مما قمنا به هناك مع المغاربة والأساتذة المغاربة يمثلون 50 في المئة تقريبا في جامعة الأخوين، والربع مزدوجي الجنسيات، مغربي أمريكي، مغربي انجليزي، إلخ، فما قمنا به هناك فيه الكثير مما يمكن أن يقام به هنا، بل أكثر من هذا عدد كبير مما يقام به في جامعة الأخوين يقام في الجامعة العمومية المغربية، فقط أنه غير معمم، فلدينا كليات الاستقطاب المحدود، وكلية المهندسين وكلية الطب، وعدد من الممارسات موجودة هناك وفي باقي الجامعات المغربية، وخرجوا مؤسسات الاستقطاب المحدود لديهم مشاكل أقل، 90 في المئة يجدون وظائف بدون صعوبات، يبقى العدد الأكبر الموجود في مؤسسات الاستقطاب المفتوح، الذي يضم عدد أكبر من الطلبة، هنا يجب أن يكون هناك إبداع، لكي نصل إلى الممارسات الجيدة التي تفكر في مآل الخريج، كيف يمكن تنزيل ذلك مع الأعداد الكبيرة المتواجدة في المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح، والتي يوجد فيها أكثر من 80 في المئة من الطلبة المغاربة.