ميلود العضراوي
هل يفعلها الرئيس " دولاند ترامب" في الوقت الضائع من زمنه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية؟ هل يدخل العالم الى متاهة مظلمة قبل ان يرحل عن البيت الأبيض؟ تعبئة الطائرات الضخمة ب 52 لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية شيء غير عادي تماما، وهذا هو سؤال الاعلام والملاحظين الدوليين، ماذا قد يحدث في اليومين القليلين القادمين حيث يتحدث الجميع عن موعد ضربة جوية ضد إيران. الكل مرتاب في هذا القرار وهو قرار خطير هل يستطيع ترامب ان يفعل ذلك؟ ام هي مجرد مناورات للتخويف والابتزاز السياسي؟ ترامب انتحر سياسيا ونفض يده من البيت الأبيض الذي كان ينوي العودة اليه مستقبلا سواء عن طريق الحزب الجمهوري في شقه الترامبي او عن طريق حزب جديد فلا شك ان قرار عزله قبل تسليم السلط سيكون قرارا مؤثرا على مستقبله السياسي وطموحه للعودة الى البيت الابيض.
اذا نفذ ترامب تهديده بضرب ايران فان هذا لن يكون انتقاما من الرئيس بايدن وحزبه الديمقراطي فقط، بل سيكون كارثة إقليمية تؤثر على باقي دول المنطقة وسببا في حدوث اكبر إشكالية أمنية تواجهها امريكا مستقبلا في الشرق الأوسط ، ان الضربة الجوية مهما كانت ضماناتها نجاحة عسكريا لن تكون ضربة جوية محدودة الأثر وانتهى الأمر، بل انها لن تقف عند حدود رد فعل ايراني مباشر هدفه إسرائيل أو البارجات الحربية الأمريكية في عرض البحر الاحمر والسفن التجارية العابرة لمضيق هرمز والقواعد الأمريكية في الخليج، فقد تمتد الى ابعد من ذلك. انتظرت دول الخليج واسرائيل ضربة جوية لتدمير مفاعل ايران النووي في عهد الرئيس باراك أوباما الذي ربح الوقت حتى انقضت ولايته الثانية . الكل يعلم ان ايران دولة غاشمة واستبدادية ومتغطرسة وتريد ان تهيمن دينيا وعسكريا على المنطقة بل على العالم الإسلامي ان استطاعت لأنها لا تتوانى في نشر عقيدتها الفاسدة في كل الدول الإسلامية مثلها مثل الدواعش والاخوان والتيارات الاصولية وامتلاكها القنبلة النووية سيكون اخر مسمار يدق في المذهب السني في الشرق العربي ولكن امتلاك ايران سلاحا ردعيا نوويا يحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة ويجعل اسرائيل والاتحاد الاوروبي وامريكا يعيدون حساباتهم استراتيجيا في مشكل الصراع في الشرق الاوسط. السعودية والأمارات والبحرين تحرض منذ مدة الرئيس ترامب على القيام بالضربة الجوية المركزة، الخليجيون لديهم تخوفات اقتصادية وأمنية من هيمنة ايران المتوقعة ولكن تماطل ترامب الذي مارس أسلوب الابتزاز الاقتصادي لدول الخليج، جعل وعد ضرب إيران عسكريا مثل جزرة جحا، حتى صار هذا القرار فاقدا للمصداقية وغير مبررا وهو في الوقت الحالي لا يستند الى تبرير موضوعي في ذلك، سوى انه يريد ان يقوض الخيمة على من فيها والانتقام من الحزب الديمقراطي. والسؤال المحرج هو من ينقد بايدن من الازمة التي تنظره؛
أولا بإمكان رئيسة البرلمان الأمريكي السيدة نانسي بلوتشي ان تنقذ الرئيس بايدن. السيدة بيلوتشي قالت "إن تنحية ترامب الذي لم يتبقى له في السلطة سوى أقل من أسبوعين، أمر ملح وبالغ الأهمية"، مطالبة نائب الرئيس مايك بنس والحكومة بأن يعمدوا "في الحال" إلى تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي الذي يسمح لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة بأن يقيلوا الرئيس إذا ما وجدوا أنه "غير قادر على تحمّل أعباء منصبه". وحذرت بيلوتشي من أنه إذا لم يُنح ترامب بموجب هذه الآلية الدستورية فإن الكونغرس مستعد لإطلاق آلية لعزله من خلال محاكمته برلمانيا". وبصفتها رئيسة لمجلس النواب فإن إطلاق آلية عزل الرئيس في الكونغرس هو من صلاحيتها.
ثانيا" الاتفاقية الثلاثية " بإمكانها ان تنقذ بايدن من الورطة، إذا ما تدخلت روسيا والصين لدى مجلس الامن مهددين بتنفيذ محتوى الاتفاقية الثلاثية وهي وثيقة دفاع استراتيجي تم توقيعها من قبل الصين وإيران وروسيا في يونيو 2020 ودخلت حيز التنفيذ في منتصف شهر نونبر 2020 يتم بمقتضاها الدفاع عن المصالح الإيرانية العسكرية والاقتصادية إذا ما تم مهاجمتها من أي قوات أجنبية. فهل ستتحرك روسيا والصين دبلوماسيا لصد ترامب عن فعلته ام ستنتظر قراره الاخير في الموضوع.؟ لحد الآن لا أحد يتكهن بما قد يحدث في الأيام القليلة القادمة في منطقة الشرق الاوسط المنطقة المشتعلة منذ نصف قرن تقريبا وكانت تنتظر حلولا سلمية لتعرف بعض الامن والسلام.