إذا كان هناك من يعتقد أن"الوصفة" التي نجحت مع الولايات المتحدة الأمريكية، أي بناء مصالح استراتيجية مع الدولة العميقة من خلال التنسيق والتعاون العسكريين، ستتكرر مع اسرائيل فهو واهم.
واهم لأنه يقارن بين دولة لقيطة وأخرى بنت مشروعيتها على الثورة والكفاح من أجل انعتاق الانسان وتحرير المبادرة الاقتصادية والتمكين للجميع، من النساء والسود والأقليات، وتمكنت رغم حداثة تأسيسها من بناء شرعية جديدة، لا تكفر عن خطايا وجرائم الإنسان الأوروبي الأبيض لحظة وصوله إلى أمريكا واستياطنه بها، لكنها تؤسس لمكتسبات إنسانية جديدة بوأتها مكانة الصدارة الحضارية منذ قرن على الأقل.
المقارنة والقياس لا يستقيمان بتاتا بين دولة أسستها عصابات القتل والتشريد، وبنت مؤسساتها وقوانينها على أساس الفصل العنصري وتشريد ملايين الفلسطينيين، وبين دولة رغم النقط السوداء في تاريخها، وحتى في حاضرها، إلا أنها انتجت ما سمح بتقدم قطار البشرية (دون أن يكون بالضرورة تقدما مثاليا).
هناك اليوم شبه اجماع على أن توقيع اتفاقية التطبيع كان واحدا من العوامل التي ساهمت في تفكك حزب العدالة والتنمية وتحلله؛ إيوا؟ من يجر الدولة نحو الغوص اكثر في هذا المستنقع ماذا يريد لها؟ وهل في التاريخ القريب (والقصير قصر عمر الدولة اللقيطة) نموذج لحليف واحد استفاد من التقارب مع اسرائيل (لا داعي لتقديم مثال تركيا لأنه مختلف كثيرا وخصوصا في بناء نموذجه السياسي الديمقراطي الخاص وبالتالي مناعته الداخلية، عكس نموذجنا المترهل)؟ هل تنظرون الى الذي يحدث في اثيوبيا حاليا؟
الله يحفظ المغرب والمغاربة من كل سوء