حنان رحاب:وهبي يحتاج للكثير من الرزانة بدل "خفة اللسان"

لا يحتاج وهبي فقط للتحلي بخصلة واجب التحفظ، بل يحتاج للكثير من الرزانة بدل "خفة اللسان".

ما صرح به بخصوص من تبقى من المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي عرفتها منطقة الريف، يحمل إساءة من حيث يدري أو لا يدري للمؤسسة الملكية وللمعتقلين كذلك.

فهو يقدم المؤسسة الملكية وكأنها محتاجة لمن يوصيها خيرا بأبنائها.

هذا الملف يأمل الجميع أن تنتهي فيه مأساة العائلات وأبنائهم.

والنيات الحسنة يجب أن تعمل في صمت….

اما الخروج بتلك التصريحات التي تجعل الكرة في ملعب المؤسسة الملكية بما يفيد توريطها.

فكأن وهبي يقول بطريقة غير مباشرة: حنا بغيناهوم يخرجو، ولكن الملك مزال ما بغا..

هناك احتمالان لا ثالث لهما؛
إما أن هناك خطوات في صمت للإفراج عن من تبقى من معتقلين، وقد تكون هناك حوارات معهم، وهنا يجب حماية هذا المسار بالصمت، ولو كان وهبي أو غيره طرفا فيه.

وإما أن وهبي تحدث في غياب اي معلومات أو ضمانات لديه، وبالتالي هو يعقد المشكل، ولا يساهم في حله.

بوضوح اكثر:
في المغرب مساران قانونيين للعفو:
العفو الخاص: الذي هو اختصاص حصري لجلالة الملك، وسواء مر من اللائحة التي تقدمها مديرية العفو بوزارة العدل، أو من قنوات أخرى، فليس من المصلحة التطاول على هذا الاختصاص، والتصريح بأشياء ام تقع بعد.

العفو العام: وكان بالإمكان أن يحرك السيد وهبي فريقه البرلماني الذي هو ثاني قوة عددية من أجل وضع مقترح قانون بخصوص هؤلاء المعتقلين.

ومادام هو لن يفعل هذه المسطرة، فكان عليه الصمت، لا التشويش على أي مسار ربما قد بدأت خطواته أو ستبدأ.

نتمنى بكل صدق نهاية مأساة العائلات والمعتقلين، ولنا ثقة بأن هذا الملف سيجد طريقه للحل، ولكن يجب على السياسيين أن لا يشوشوا بتصريحات بغية الاستفادة السياسية مستقبلا في ظنهم.

كان على وهبي في حال لم يمتلك الجرأة السياسية على خوض رهان تفعيل مسطرة العفو العام، أن يبحث مع مديرية العفو التابعة له، وبصمت ودون ضجيج الصيغة لإدماج من تبقى من معتقلي احتجاجات الريف في لوائحها، وأن ينتظر اللحظة المناسبة للتفاعل الملكي، فمثل هذه القضايا يعرف السيد وهبي أنها تحتاج للهدوء، وليس لجو مشحون بالتعليقات والتعليقات المضادة في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.

إن كان يعرف هذا، وصرح بما صرح به، فسيكون غرضه تلميع صورته أكثر من مصلحة المعتقلين ، وإن لم يكن يعرف ذلك ، فتلك مصيبة….