غضب ودادي بسبب “تجاهل” سلطات الدار البيضاء قبيل مونديال الأندية

سادت أجواء من الاستياء داخل مكونات نادي الوداد الرياضي، على خلفية ما اعتُبر “غياباً تاماً للدعم” من طرف السلطات المحلية بمدينة الدار البيضاء، وذلك أيّاماً قليلة قبل سفر الفريق إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في نهائيات كأس العالم للأندية 2025.

ورغم أن المشاركة المرتقبة تمثل حدثاً تاريخياً للنادي وللكرة المغربية ككل، فإن مجلس مدينة الدار البيضاء، برئاسة العمدة نبيلة الرميلي، لم يُقدّم أي شكل من أشكال الدعم – لا مادياً ولا رمزياً – لفريق العاصمة الاقتصادية، في خطوة أثارت تساؤلات وغضب الجماهير الودادية، التي انتقدت أيضاً صمت ولاية جهة الدار البيضاء-سطات وعدم مبادرتها للاحتفاء بالنادي أو تقديم التفاتة تشجيعية تليق بحجم الحدث.

غياب رسمي.. وحضور إعلامي عربي

وكان الفريق الأحمر قد غادر أرض الوطن مساء الثلاثاء الماضي، متجهاً إلى الولايات المتحدة للدخول في معسكر تحضيري استعداداً لخوض غمار البطولة العالمية. وقد أوقعته القرعة ضمن المجموعة السابعة القوية، إلى جانب أندية مانشستر سيتي الإنجليزي، يوفنتوس الإيطالي، والعين الإماراتي.

وبينما لزمت السلطات المحلية الصمت، حظي الفريق باهتمام كبير من قنوات إعلامية عربية، أبرزها قناة “ON Sport” المصرية، التي خصصت تغطية موسعة لتحضيرات الوداد، واستضافت عدداً من نجومه السابقين لبث رسائل دعم وتحفيز لرفاق يحيى عطية الله قبل بداية المنافسات.

جماهير غاضبة وأسئلة معلّقة

عبّرت شرائح واسعة من جماهير الوداد عبر منصات التواصل الاجتماعي عن أسفها لتجاهل المسؤولين المحليين، معتبرين أن “الوداد لا يمثّل نفسه فقط، بل يرفع راية الوطن في تظاهرة عالمية غير مسبوقة، ويستحق دعماً معنوياً من مؤسسات مدينته الأم، على الأقل بمستوى الاستقبال الرسمي الذي حظيت به أندية أخرى”.

ورأى البعض في هذا الغياب “دليلاً على ضعف العلاقة بين نادي الوداد والمؤسسات المنتخبة”، في وقت يرى فيه مراقبون أن مثل هذه المحطات تتطلب تعبئة جماعية تتجاوز الأبعاد التقنية والرياضية.

الوداد.. ممثل المغرب الوحيد في المونديال الموسّع

تُعد هذه المشاركة هي الثانية للوداد الرياضي في كأس العالم للأندية بعد نسخة 2017، لكنها تأتي في أول نسخة موسعة تضم 32 نادياً، ما يمنحها طابعاً خاصاً من حيث التنظيم والمستوى الفني. وتمثل المشاركة فرصة نادرة للوداد لإبراز تطوره القاري على الصعيد العالمي، خاصة بعد وصوله في السنوات الأخيرة إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا في مناسبتين، وتتويجه باللقب عام 2022.

وفي انتظار انطلاق المنافسات، يبقى سؤال الدعم المحلي حاضراً بقوة في نقاشات الشارع الرياضي البيضاوي: هل كان الوداد يستحق اهتماماً أكبر من مدينته وهو يمثل المغرب في أكبر محفل كروي على صعيد الأندية؟