موجة غضب شعبي حول "الأسود".. ثلاث أسباب تدفع لقجع لإقالة الركراكي قبل "الكان"

تعالت الأصوات الغاضبة لدى الرأي العام الكروي المغربي بعد المستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني الأول تحث قيادة الناخب الوطني وليد الركراكي، في مواجهته الاعدادية الأخيرة أمام منتخب بنين، رغم الانتصار بهدف يتيم للمهاجم أيوب الكعبي.

ورغم الحصيلة الرقمية المثالية خلال فترة التوقف الدولي الأخير، التي شهدت انتصار "الأسود" أمام تونس وبنين، وديا، إلا أن الانتقادات طالت الوجه الذي ظهر به الفريق الوطني تحت قيادة الناخب وليد الركراكي.

تساؤلات عدة حول جاهزية الفريق الوطني قبل ست أشهر من نهائيات كأس أمم إفريقيا بالمغرب، ولدتها مخاوف حول عدم قدرة "الأسود" على المنافسة على اللقب بالرباط، بالرغم من التصريحات المفعمة بالثقة لدى مدرب "الأسود".

في ظل الوضع الحالي، يرى البعض أن هناك دوافع موضوعية تذهب في اتجاه إقالة الناخب الوطني وليد الركراكي وتعويضه بمدرب آخر لقيادة المرحلة القادمة استعدادا ل"كان 2025".

تغيير استراتيجي لإحداث الرجة الإيجابية..

وسط الجدل القائم حول استمرار الناخب الوطني وليد الركراكي على رأس طاقم "الأسود" من عدمه، قد يكون قرار تغيير العارضة الفنية أمرا إيجابيا لإحداث رجة داخل منظومة الفريق الوطني قبل الاستحقاق القاري الأهم.

رجة حدثت داخل دواليب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حين تم إقالة الناخب الوطني، البوسني وحيد حاليلوزيتش في غشت 2022، قبل أشهر من مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم بقطر.

حينها كان الشارع الرياضي المغربي متخوف بنفس الدرجة من المستوى الذي قد يظهر به "الأسود" في "مونديال 2022"، وهو ما جعل جامعة الكرة بقيادة فوزي لقجع، ترفع تحدي إسناد المهام للإطار الوطني الشاب وليد الركراكي، الأخير الذي تمكن بعدها من تحقيق إنجاز تاريخي بالوصول لنصف نهائي كأس العالم.

قبل أشهر من "كان 2025"، بات اسم طارق السكتيوي أيضا مطروحا لتعويض الركراكي، علما أن الإطار الوطني حقق إنجازا غير مسبوق مع المنتخب "الأولمبي"، الذي قاده للتتويج بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024".

إخماد نار الاحتقان الشعبي و"عنترية" وليد الركراكي..

غالبية من تابع الندوة الصحافية للناخب الوطني وليد الركراكي، عقب مواجهة بنين، لم يستحسن تصريحات الإطار الفني، الأخير الذي غلبت عليه لغة "الأنا" وكانت جل عباراته تدخل في خانة التهكم و"العنترية".

مخاطبة الناخب الوطني الرأي العام بلغة "الأنا" زادت من حدة الانتقادات حوله، حيث جعل الركراكي لشخصيته الاعتبارية مكانة لا يجب المساس بها، تحت ذريعة أنه "لا يوجد مدرب في العالم قادر على التتويج بكأس أمم إفريقيا سوى وليد الركراكي" مع التذكير دائما ببعض المعطيات الرقمية وحصيلته منذ تربعه على كرسي قيادة "الأسود".

الركراكي الذي دائما ما يقفز على إخفاقه في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بكوت ديفوار، يستعرض سلسلة انتصاراته في التصفيات التي لعبت جل مبارياتها بالمغرب أو بالتصنيف العالمي الذي أضحى عليه المنتخب الوطني في عهدته، والذي يقاس بمعيار الانتصارات الرسمية والودية التي تحققت أمام منتخبات متوسطة في ظروف جلها كانت مواتية للنخبة الوطنية.

الناخب الوطني، من خلال تحليل خطاباته، يملك ثقة زائدة على أنه لن "يزحزح" من مكانه مهما تعالت الأصوات المنتقدة، حيث جدد رفع التحدي بأنه هو "الشخص المناسب" ولو "طالبتم بمدرب أجنبي لتعويضي".

الحلول الفنية..الركراكي عاجز عن إيجاد بدائل أمام الإصابات

أظهر المعسكر الاعدادي الأخير للمنتخب الوطني الأول، أن التركيبة البشرية التي يعتمدها الناخب الوطنى وليد الركراكي تفتقر لحلول كبيرة لسد بعض الخصاص الذي قد تفرضه إرهاصات الغيابات والإصابات قبل موعد "الكان".

في خط وسط الدفاع، شكل غياب نايف أكرد مشكل كبيرا في تركيب المنظومة البديلة، رغم الاعتماد على أدم ماسينا لشغل مركز متوسط ميدان دفاعي إلى جانب جواد اليميق، ثنائية لم تقنع المتتبع المغربي بشكل يدفع للارتياح.

حتى البدائل القادرة على شغل هذا المركز، لم تمتح فرصتها بالشكل المطلوب، والحديث هنا عن عبد الكبير عبقار، مدافع ألافيس الإسباني، الأخير الذي لم يمنح له هامش للظهور في وديتي تونس وبنين.

العائق الآخر أمام الركراكي هو إصراره على ركائزه في "مونديال 2022"، الذي تراجع مستواها بكشل واضح، خاصة سفيان أمرابط في دور الارتكاز وعز الدين أوناحي في البناء الهجومي، بالإضافة إلى يوسف النصيري في مركز رأس الحربة.

المبالغة في التعامل ب"العاطفة" مع بعض الأسماء التي شكلت في الأمس القريب مصدر ثقة الركراكي، قد ندفع ضريبته في مباريات "الكان" على حساب أسماء أخرى شابة قادرة على تقديم الإضافة وشغل الرسمية مع "الأسود".