موسم مولاي عبد الله أمغار: أكثر من 174 مليون لتظاهرة ثقافية أمام معاناة الساكنة

تثير نتائج المنافسة الوطنية لتنظيم فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار لعام 2025 العديد من التساؤلات الجوهرية حول كفاءة الإنفاق العام ومدى مواءمته مع الأولويات التنموية. فالصفقة التي تم إسنادها لشركة "نجوم المحيط" بقيمة 1,743,840 درهماً تطرح نقاشاً مهماً حول معايير اختيار المقاولين ومدى تحقيق هذه الفعاليات للتنمية المحلية المنشودة.

 

الملاحظ أولاً أن قيمة العقد المرصودة للفعاليات تبدو مرتفعة مقارنة بطبيعة الخدمات المطلوبة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تتطلب ترشيد النفقات. كما يلفت النظر عدم وجود تفاصيل كافية حول العروض الأخرى المقدمة أو المعايير التفصيلية التي استندت إليها اللجنة في اختيار هذا المقاول بالذات، مما يضع علامات استفهام حول مدى شفافية عملية الاختيار.

 

من ناحية أخرى، يبقى السؤال الأهم: ما هي القيمة المضافة الحقيقية التي ستجنيها المنطقة من هذا الإنفاق؟ ففي وقت تشهد فيه العديد من المناطق بالمغرب حاجة ماسة للاستثمار في البنى التحتية الأساسية والتعليم والخدمات الصحية، يصبح من الضروري مراجعة أولويات الصرف لضمان تحقيق أكبر أثر تنموي للمواطن.

 

كما أن التركيز على إسناد هذه الصفقة لشركة واحدة، دون إشراك الجمعيات المحلية أو المؤسسات الصغيرة التي تملك خبرة في المجال الثقافي، يفوت فرصة ذهبية لخلق ديناميكية اقتصادية محلية وتشجيع المبادرات المجتمعية. فهل تم دراسة إمكانية توزيع المهام على عدة متعهدين محليين لتحقيق انتشار أكبر للاستفادة؟

ختاماً، بينما لا يمكن إنكار الأهمية الثقافية والروحية لموسم مولاي عبد الله أمغار، إلا أن حجم الإنفاق المخصص لهذه الفعاليات يستدعي وقفة جادة لتقييم مدى توافقها مع مبدأ المالية المسؤولة. الأمل معقود على الجهات المعنية لتوضيح هذه النقاط، وضمان أن تكون مثل هذه الصفقات نموذجاً للشفافية والفعالية في استخدام المال العام، بما يخدم المصلحة العامة أولاً وأخيراً.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.