تشهد مناطق عدة في جهة الدار البيضاء سطات أزمة مائية مستمرة منذ أيام، مما أدى إلى انقطاع الماء الصالح للشرب أو تخفيض الصبيب في عدة مناطق، بما في ذلك حد السوالم، وسيدي رحال الشاطئ، والبير الجديد والمناطق التابعة لها، بالإضافة إلى سيدي بنور والجديدة.
وقد تفاجأت ساكنة مدينتي حد السوالم والبئر الجديد وبعض مناطق إقليم برشيد بانقطاع مفاجئ للمياه، مما أثار حالة من الاستياء والقلق بين المواطنين خوفاً من العطش. وأفاد سكان حد السوالم بأن "الانقطاع المتكرر أو تخفيض الصبيب بدأ قبل أيام ويستمر لثلاثة أيام في الأسبوع، ولم يتم تحديد الأسباب الكامنة وراء هذا الانقطاع".
وقد انقطع الماء الصالح للشرب عن سكان حد السوالم لمدة ثلاثة أيام متتالية، مما اضطر العديد من المواطنين إلى تخزين كميات من الماء للاستخدام الضروري في ظل غياب أي مؤشرات حول عودة الصبيب بشكل طبيعي.
وأعلنت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء الشاوية عن تطبيق إجراءات قطع الماء الصالح للشرب إلى حين تحسن الوضعية، داعية إلى ضرورة ترشيد استهلاك هذه المادة الحيوية في كافة النشاطات اليومية.
وفي إعلان سابق، ذكرت الوكالة أنها ستضطر إلى قطع الماء نظراً لانخفاض المنسوب المائي على مستوى سد سيدي سعيد بن معاشو، مما يدفع الوكالة إلى قطع التزويد انطلاقاً من محطة إنتاج شركة المياه أم الربيع، المزودة الرئيسية لمنطقة البئر الجديد والمناطق المجاورة.
وقبل أيام، اضطرت الوكالة المستقلة لتوزيع الما-ء والكهرباء وتدبير التطهير السائل بإقليمي الجديدة وسيدي بنور إلى قطع التزويد بالماء الصالح للشرب بمدينة الجديدة والدواوير المجاورة، نظراً لعدم توفر الصبيب الكافي لتزويد السكان.
وبدأ هذا الانقطاع منذ 5 يوليوز 2024، يومياً من الساعة العاشرة والنصف ليلاً إلى الساعة الخامسة والنصف صباحاً، وفقاً للوكالة، وذلك إلى حين توفر الصبيب الكافي من المياه الصالحة للشرب، فيما أفادت مصادر متطابقة بأن الما-ء عاد لهذه المناطق في الساعات الأخيرة.
وترجع توجه وكالات توزيع الما-ء الصالح للشرب بمناطق إقليم برشيد والجديدة إلى خفض الصبيب أو قطع الماء بصفة متكررة إلى تراجع منسوب بعض السدود المزودة لها بالماء، نتيجة تراجع نسبة الماء بالسدود الرئيسية لجهة الدار البيضاء سطات، كسد المسيرة الذي يعاني من شبح الجفاف.
وتستعد سلطات الجهة لإنجاز مشروع محطة تحلية مياه البحر، الذي دشنه ولي العهد الأمير مولاي الحسن في يونيو 2024، والذي يُتوقع تشغيله في عام 2026. يُعد هذا المشروع الأكبر من نوعه على مستوى جهة الدار البيضاء سطات وعلى مستوى القارة الإفريقية، وسيُمكّن من إنتاج 300 مليون متر مكعب سنوياً من المياه العذبة بميزانية تُقدر بـ 6.5 مليار درهم، مما سيساهم بشكل كبير في سد العجز المائي الذي تعاني منه المنطقة ومناطق أخرى تابعة لجهة الدار البيضاء سطات.