تفاصيل جديدة في ملف"فضيحة تذاكر مونديال قطر"

عقدت الغرفة الجنحية لدى محكمة الاستئناف، اليوم الاثنين بالدار البيضاء، جلسة جديدة في قضية ملف محمد الحيداوي، رئيس فريق أولمبيك آسفي، والصحافي عادل العماري، الذي يعرف إعلاميا ب"فضيحة تذاكر مونديال قطر".

وشهدت جلسة اليوم، الاستماع لأربعة مصرحين، من بينهم طبيبتان شقيقتان، فايزة(المصرحة الرئيسية في الملف) وغيثة، التي تنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار وزوجها.

وطرح هشام بحار، رئيس هيئة الجنحي التلبسي الإستئنافية، العديد من الأسئلة على المصرحة فايزة، التي اعترفت بتواصلها مع الحيداوي للحصول على التذاكر، وفي المقابل نفت بأنها ضحية نصب من طرفه أو استلامه مبالغ مالية منها بعد حصولها على التذاكر.

وأوضحت بأنها عند وصولها إلى قطر، رفقة ثلاثة أصدقائها، حاولت اقتناء التذاكر، كما ذهبت لمكان يعرف بتوزيع التذاكر بالمجان لكن دون جدوى.

كما طغى على لسان المصرحة تعابير من قبيل "ماعقلتش .. ماعرفتش"، وأكدت فيما بعد أنها تواصلت مع الحيداوي وهي باكية و قالت له "أنها تحتاج تذاكر" فأجابها بأنه سيحاول مساعدتها، وتابعت أنها انتظرته كثيرا في مقهى وعند لقائها قال لها "صعيبة قضية التذاكر ولكن غادي ندير أكثر من جهدي"، مشيرة إلى أنها ألحت في طلبها وأنها مستعدة أن تؤدي ثمنها مهما كان غاليا.

وعن سبب تواصلها مع الحيداوي، أوضحت أنها تواصلت معه لكونه زميل شقيقتها غيثة في نفس الحزب.

وبعدما التقت فايزة بالحيداوي في احدى المقاهي بقطر، حاولت منحه "ألفين يورو" لكن الحيداوي رفض أخد المبلغ، بحسب ما صرحت به، و أجابها: "خلي فلوسك عندك حتا المغرب".

وفيما يتعلق بعرض الحيداوي لقيمة التحويل المالي على فايزة مقابل شراء التذاكر التي سلمها لها في وقت لاحق، أكدت فايزة في تصريحها "أنه اطلعني على التحويل لكن لم أعلم أنه يتعلق بالتذاكر التي حصلت عليها منه".

وخلال الجلسة، قال ممثل النيابة العامة للمصرحة فايزة، بأن التسجيل الصوتي الذي دار بينها و بين غيثة عبر تطبيق الواتساب، يوضح أن فايزة تعلم الغرض من اطلاعها على التحويل من طرف الحيداوي، وعندما سألها الرئيس عن سبب تراجعها عن تصريحاتها السابقة بشأن معرفتها بالتحويل والغرض منه، قام محامي الدفاع بالاعتراض مشيرًا إلى أن الشاهدة قدمت تصريحاتها حول التحويل.

وأثناء تكرار رئيس الهيئة للأسئلة المتعلقة بمسألة إطلاع فايزة على التحويل المالي من قبل الحيداوي، تدخل محامي الدفاع عن الحيداوي، محمد بنمالك، ونشب جدال بينه وبين رئيس الهيئة حول تكرار السؤال.

وأكد رئيس الهيئة للكاتب أن كل الأسئلة يطرحها اعتمادا على محضر تصريحات فايزة أمام الشرطة، ليرد الدفاع "أنا لم أتوصل بهذا المحضر" ، الأمر الذي دفع رئيس الهيئة لمطالبة كاتب الضبط بضرورة قراءة المحضر حتى يتسنى للدفاع وللحضور في القاعة سماعه.

وبالنسبة للشهود الثلاثة الآخرين، قدموا جميعًا شهادات تؤكد براءة الحيداوي من جميع التهم الموجهة إليه، أثناء إدلائهم بشهادتهم أمام المحكمة، وكان القاضي قد أبلغهم بأنهم قد يتعرضون لعقوبة السجن في حالة تقديمهم شهادات زور.

ومن جهة أخرى، قدمت المصرحة غيثة تقريبًا نفس ما قالته أختها، وأعربت عن امتنانها للحيداوي على توفير التذاكر لهم، كما نفت أنها كانت ضحية نصب، وأوضحت قائلة: "هو لم يكن بحاجة للأموال... ما الذي سيفعله بـ 7000 درهم"، مشيرةً بذلك إلى سعر التذكرة.

وقررت هيئة الحكم، تأخير الملف إلى غاية 13 نونبر 2023، من أجل مواصلة مناقشة الملف، والاستماع إلى مرافعة المحامين.

وتجدر الإشارة إلى أن المحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء، كانت قد حكمت في شهر غشت الماضي، على محمد الحيداوي بالحبس النافذ لمدة سنة ونصف، مع أداء غرامة مالية قدرها 2000 درهم (في حالة اعتقال).
كما قضت المحكمة نفسها بـ10 أشهر حبسا نافذا في حق عادل العماري، مع أداء غرامة مالية قدرها 1000 درهم.
وتوبع المعنيان بتهم "النصب من خلال بيع تذاكر المباريات مونديال قطر "2022" بسعر أعلى، وبدون ترخيص، والمشاركة في النصب".