في تفاعل مباشر مع انتقادات الشباب الموجهة إلى الحكومة خلال برنامج “نكونو واضحين” على القناة الثانية، رفضت النائبة البرلمانية نجوى كوكوس عن حزب الأصالة والمعاصرة المقاربة التي تحاول تحميل المسؤولية لحزب بعينه، مؤكدة أن التواجد في البرنامج إلى جانب الوزير نزار بركة “لا يعني الدفاع عن الأحزاب التي ننتمي إليها”، في إشارة إلى أن النقاش لا يجب أن يُختزل في منطق الاصطفاف الحزبي أو المزايدات السياسية.
وقالت المتحدثة: “إلى جينا كل واحد يدافع على راسو وعلى الحزب ديالو ويضرب في الآخر، راه كلنا صالحين ليها، وكلنا كنعرفوا ليها، ونقدروا نمشيو فيها بعيد”، معتبرة أن المرحلة تقتضي توافقا وطنيا صادقا وحوارا مسؤولا يعلو على الحسابات الضيقة.
وتطرقت النائبة البرلمانية إلى الأوضاع الاجتماعية التي تعيشها البلاد، مشيرة إلى أن ما يهم اليوم هو إيجاد حلول عملية للمشاكل التي يعانيها المواطنون في مختلف المناطق، لا سيما بعد توالي الاحتجاجات في عدد من القطاعات، من التعليم والصحة إلى مطالب ساكنة أيت بوكماز التي خرجت تطالب بأبسط شروط العيش الكريم كالماء والكهرباء والطرق.
وأكدت كوكوس أن “ما يجري في الميدان ليس صراعا حزبيا، بل مؤشرا على حاجة مجتمعية ملحّة لإعادة ترتيب الأولويات”، داعية المسؤولين إلى الاستماع الجاد إلى نبض الشارع وإلى تعبئة جماعية تتجاوز منطق تبادل الاتهامات.
كما استحضرت الخطاب الملكي الأخير الذي دعا إلى تسريع وتيرة تنزيل التوجيهات السامية المرتبطة بالقضايا الاجتماعية، قائلة إن “جلالة الملك ذكّر للمرة الثانية بأهمية هذه التوجيهات، وهذا في حد ذاته تنبيه إلى وجود بطء أو تراخٍ في التنفيذ”.
وأضافت أن “هذا التذكير الملكي يُحمّل جميع الفاعلين السياسيين مسؤولية مشتركة، لأن التنمية ليست مسؤولية حكومة فقط، بل مشروع وطني يتطلب تعبئة جماعية”.
وختمت النائبة حديثها بالتأكيد على أن التحديات الاجتماعية الراهنة تفرض لحظة وعي وطني تتجاوز الاصطفافات السياسية، معتبرة أن “الحوار الصادق بين كل المكونات هو الطريق الوحيد لاستعادة ثقة المواطنين وتحقيق الإنصاف بين كل جهات المغرب”.