مكاوي: الهند تفتح أبواب التكنولوجيا العسكرية أمام المغرب

أكد الخبير العسكري عبد الرحمان مكاوي، أن زيارة وزير الدفاع الهندي إلى المغرب بدعوة من الوزير المنتدب المكلف بالدفاع الوطني، تأتي في إطار تعزيز العلاقات “القديمة الحديثة” بين الرباط ونيودلهي، مبرزا أن هذه العلاقات لم تقتصر على الجانب السياسي، بل امتدت منذ عقود إلى مجالات اقتصادية وتجارية، خاصة في القطاع الفلاحي، حيث يعد المغرب من أبرز مصدري الفوسفات ومشتقاته، التي ساهمت بشكل كبير في تطوير الفلاحة الهندية.

وأوضح مكاوي في تصريح لجريدة بلبريس، أن المحادثات بين الوزير الهندي ونظيره المغربي تناولت ملفات استراتيجية مهمة، أبرزها التصنيع العسكري والدفاعي، حيث تمتلك الهند قطاعا صناعيا متقدما يشمل الدفاع الجوي والطيران، إضافة إلى مكانتها كقوة نووية وفضائية تمتلك قدرات هائلة في مجال الطائرات والزوارق المسيرة و الصواريخ الباليستيكية والتقنيات البحرية المبتكرة.

 كما أشار مكاوي إلى أن الأمن السيبراني حاضر بقوة في أجندة المباحثات، خاصة وأن المغرب يولي اهتماما متزايدا بهذا المجال المرتبط بالذكاء الاصطناعي العسكري.

وأضاف الخبير أن قطاع الدفاع في الهند يشغل أكثر من ثلاثة ملايين منصب شغل بشكل مباشر، وملايين أخرى بشكل غير مباشر، وهو ما يعكس وزنه الاقتصادي والصناعي.

 ويرى مكاوي أن المملكة تسعى إلى الاستفادة من هذه التجربة عبر شراكات جديدة، خصوصا في مجالات الذكاء الاصطناعي العسكري، الذي يعتبر مستقبل الصناعات الدفاعية في العالم، مبرزا أن الهند تتوفر على طاقات بشرية ضخمة من المهندسين يمكن أن تساهم في دعم هذه التوجهات داخل المغرب.

ولفت مكاوي الانتباه إلى أن زيارة وزير الدفاع الهندي للمغرب شملت أيضا لقاء مع وزير الصناعة والتجارة، في وقت تراهن فيه شركة تاتا الهندية العملاقة، على البنية الصناعية المغربية للتوسع والاستثمار، بالنظر إلى ما يوفره المغرب من إمكانيات صناعية خاصة لإعادة تصدير المنتوجات نحو أسواق أخرى.

وأشار الخبير العسكري إلى أن كلفة الصناعات العسكرية في الهند تبقى أقل مقارنة مع نظيراتها الصينية أو الأوروبية أو الأمريكية، ما يجعل المنتجات الدفاعية الهندية أكثر قابلية للتسويق في القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية وآسيا، وهو ما يمنح المغرب فرصة لتطوير شراكات استراتيجية ذات بعد إقليمي ودولي.

وفي سياق مقارن، أوضح مكاوي أن الجزائر حاولت الدخول في شراكات مشابهة مع الهند عبر زيارة قائد أركان الجيش الوطني الشعبي سعيد شنقريحة، غير أن غياب بنية صناعية متطورة وعدم وضوح الرؤية الاستراتيجية، إضافة إلى الانسداد السياسي، جعلت هذه المحاولات غير مجدية.

 وكشف مكاوي أن ابنة قائد الأركان المقيمة في لندن، لعبت دور الوسيط في هذه الاتصالات، لكنها لم تنجح في إقناع الجانب الهندي بالاستثمار في الجزائر، على عكس المغرب الذي يملك مقومات صناعية وبنية تحتية متينة.

وختم مكاوي تصريحه بالتأكيد على أن هذه الزيارة تندرج في إطار تعزيز مكانة المغرب كشريك استراتيجي للهند في مجالات الدفاع والتكنولوجيا، مستفيدا من موقعه الجيوسياسي ومن قدراته الصناعية المتنامية حيث يسعى إلى علاقات متوازنة مع دول شبه القارة الهندية.

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *