اختار عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في الكلمة التي ألقاها خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب، السبت 13 شتنبر الجاري بالرباط، أن يخاطب القادة العرب بلهجة مباشرة وحادة، واضعا ما سماه “الميثاق” بين الحاكم والمحكوم على المحك.
الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق أكد أن العروش نفسها باتت مهددة إذا عجزت الأنظمة عن حماية مواطنيها من “الغطرسة الإسرائيلية”، في إشارة إلى القصف الأخير الذي استهدف قطر.
في خطابه الذي بث على القناة الرسمية لحزبه، رسم بنكيران صورة قاتمة للوضع، معتبرا أن أي مواطن أو مقر سيادي في المنطقة العربية لم يعد في مأمن، بما في ذلك مقر حزبه بالرباط.
وقال إن الشعوب فقدت شعور الطمأنينة داخل أوطانها، وهو ما يفتح الباب أمام انهيار عقد الولاء السياسي.
المسؤول الحزبي ذهب أبعد حين ربط أمن الشعوب بشرعية الأنظمة، محذرا من أن فقدان الحماية يساوي سقوط “الميثاق”. وتساءل بصوت مرتفع: “إذا كانت قطر، الدولة الحليفة لواشنطن والتي تحتضن قاعدة عسكرية أمريكية، تُقصف بهذه السهولة، فما الذي يمنع استهداف دول أخرى بينها المغرب؟”.
خطاب بنكيران حمل أيضا دعوة واضحة للقادة العرب إلى التحرك العاجل، معتبرا أن بيانات الشجب لم تعد مجدية. لم يطلب إعلان حرب، لكنه طالب بخطوات عملية، أولها قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل واستدعاء السفراء، كإشارة إلى رفض التواطؤ والصمت.
ولم يوفر بنكيران الولايات المتحدة من انتقاده، متهما واشنطن وتل أبيب بالعمل كجبهة واحدة “لا عهد لها ولا ميثاق”. وأضاف أن ما تعتبره أمريكا “صداقة” ليس سوى علاقة استخدام ظرفي، حيث لا ترى في شركائها العرب سوى عملاء تستدعيهم وقت الحاجة.
بهذا الخطاب، وضع بنكيران الأنظمة العربية أمام اختبار ، إما أن تتحرك لحماية مواطنيها، أو أن تواجه خطر فقدان شرعيتها، وفق منطق “لا بيعة بلا حماية” بحسب بنكيران.