مفاوضات سرية لضم قيادات من أحزاب تقليدية إلى “النخلة”

بينما يقضي الأمين العام لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية عطلته الصيفية في مدينة شاطئية فرنسية هادئة، بدأت تتحرك خيوط المفاوضات السياسية في الكواليس، بإشراف مباشر من أحد القياديين البارزين داخل الحزب، الذي دخل في اتصالات سرية ومباشرة مع عدد من الوزراء وكتاب الدولة السابقين، استعداداً للاستحقاقات التشريعية المرتقبة في 2026.

الهدف من هذه التحركات، حسب مصادر مطلعة، هو إعادة تشكيل القاعدة الانتخابية للحزب وتطعيمه بوجوه سياسية لها امتداد تنظيمي وتجربة تنفيذية، من أجل الترشح تحت رمز “النخلة”، الذي يميز حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، في مواجهة أحزاب كبرى يُتوقّع أن تشهد انتخابات 2026 منافسة شرسة بينها.

وجوه سياسية بارزة في مفكرة الحزب

أبرز الأسماء التي تم فتح قنوات التواصل معها هو محمد الغراس، كاتب الدولة الأسبق المكلف بالتكوين المهني، وأحد الأسماء البارزة في الحركة الشعبية سابقاً. ويُعرف الغراس بخبرته في مجال السياسات التكوينية والتعليم المهني، كما سبق له أن راكم تجربة تنظيمية داخل الحركة الشعبية.

لكن الأهم من ذلك، أن الغراس مرّ بتجربة حزبية صعبة، بعد أن وجد نفسه في عزلة تنظيمية، إثر ما اعتبره البعض “تخلياً غير معلن” من قبل قيادة الحزب، وعلى رأسها صديقه محمد أوزين، الأمين العام الحالي للحركة الشعبية، وذلك إبان صراعه مع العامل السابق لإقليم القنيطرة، فؤاد المحمدي، وهي أزمة خلفت شروخاً داخل التنظيم المحلي والوطني.

اختراقات في صفوف أحزاب الحركة

إلى جانب الغراس، تشير المعطيات المتوفرة إلى أن مفاوضات أخرى تجري مع عدد من الشخصيات السياسية التي سبق أن حملت ألوان كل من حزب الحركة الشعبية، والحركة الوطنية الشعبية، والاتحاد الديمقراطي. وتراهن القيادة الحالية لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية على هذه الأسماء لإعطاء نفس جديد للحزب وكسب قاعدة انتخابية أكثر اتساعاً وتأثيراً، خاصة في الدوائر التي شهدت تراجعاً في الحضور الحزبي التقليدي.

إستراتيجية استباقية للانتخابات

هذه التحركات تأتي في إطار استراتيجية استباقية، تسعى من خلالها قيادة الحزب إلى تحسين تموقعه السياسي، قبل أقل من سنة على موعد الانتخابات التشريعية. ويبدو أن الحزب يعول على تراجع الثقة في بعض القيادات الحزبية التقليدية، وانشقاق عدد من الفاعلين المحليين، لإعادة رسم خريطة الترشيحات من خلال استقطاب وجوه “مُجرّبة” وذات حضور جهوي أو محلي بارز.

وتبقى الأسابيع المقبلة كفيلة بالكشف عن مدى نجاح هذه المفاوضات، خاصة في ظل ما تعرفه الساحة الحزبية من إعادة اصطفاف وتحالفات محتملة، قد تعيد خلط الأوراق في انتخابات 2026، التي يتوقع العديد من المراقبين أن تكون من أكثر المحطات الانتخابية سخونة في العقد الأخير.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *