في تطور خطير يهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط، دخل الصراع بين إيران وإسرائيل مرحلة غير مسبوقة من المواجهة المفتوحة، مع تبادل واسع للضربات العسكرية التي استهدفت مواقع استراتيجية.
وفيما تتصاعد الدعوات الدولية لاحتواء الأزمة، ترد طهران على الهجوم الإسرائيلي بتصعيد مزدوج: استمرار هجماتها العسكرية وتحدي القرارات الدولية عبر تسريع برنامجها النووي.
وانتقلت المواجهة من "حرب الظل" إلى صراع مباشر، بعد أن شنت إسرائيل فجر الجمعة هجوماً واسعاً أطلقت عليه اسم "الأسد الصاعد"، ردت عليه إيران بسلسلة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة استمرت في ثماني موجات متتالية. وفي خضم هذا التوتر، تتواصل الدعوات الدولية لضبط النفس، حيث برز عرض أوروبي تقوده ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لإجراء محادثات فورية مع طهران حول برنامجها النووي، وهو ما رد عليه وزير الخارجية الإيراني بالتأكيد على أن هجمات بلاده ستستمر رداً على "العدوان الصارخ".
هذا التصعيد العسكري تزامن مع قرار لمجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، هو الأول من نوعه منذ عقدين، يتهم إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها النووية. ولم تردع هذه الخطوة طهران، بل دفعتها إلى الرد الفوري بتشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم، في خطوة وصفتها قيادتها، وعلى رأسها الرئيس مسعود بزشكيان، بأنها مسار لن تتراجع عنه البلاد.
وفي تحليل خص به "بلبريس"، يرى الخبير السياسي والاستراتيجي محمد شقير، أن رد الفعل الإيراني "طبيعي" في ظل انتقال الصراع إلى حالة حرب مباشرة. وأوضح شقير أن رفض طهران الجلوس إلى طاولة المفاوضات هو رسالة سياسية مباشرة للولايات المتحدة، التي تتهمها بالتورط في الهجوم الإسرائيلي. وبهذه الخطوة، يؤكد الخبير أن إيران تتمسك ببرنامجها النووي كأداة ردع أساسية، وتظهر للعالم أنها لن تتراجع عن مسار قد يقودها في النهاية إلى امتلاك قنبلتها النووية، مهما كانت الضغوط.