مصادر لموقع "بلبريس": تَوَفُّق ميداوي في خرجته حول الفساد الجامعي رغم تأزم السياق وحساسية الموضوع
في لحظة سياسية دقيقة ومأزومة، تميّزت بغليان الرأي العام واهتزاز صورة الجامعة المغربية، برز عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، كوجه هادئ ووازن وبإيماءات صادقة خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب يوم الإثنين، وهو يواجه مباشرةً تداعيات فضيحة بيع شواهد الماستر والدكتوراه التي تفجرت في جامعة ابن زهر بأكادير.
الوزير، الذي بدا مدركاً لحساسية المرحلة، اختار الوضوح وخطاب الحقيقة والصدق والمسؤولية، معبّراً عن أسفه لما وصفه بـ"الممارسات الدخيلة" على المنظومة الجامعية، دون أن ينجرّ إلى خطاب دفاعي أو تهرّبي.
بل على العكس، حمل كلامه نَفَساً إصلاحياً وتواصلياً، حين شدد على أن هذه السلوكيات لا تمثل الجامعة المغربية العريقة، ولا تحجب تاريخها العلمي وأدوارها الاستراتيجية.
وفي تصريحه، لم يتردد ميداوي في القول إن المسؤولية مشتركة، مشيراً إلى أن الفساد لا يكتمل دون الطرف الذي يعرض الرشوة، وهو ما اعتُبر موقفاً جريئاً يعكس فهماً معمقاً لتشابك الفساد داخل المجتمع، وليس فقط داخل المؤسسات.
وإن كان البعض قد انتظر خطاباً يكتفي بالتنديد أو تبرئة الذات، فإن الوزير اختار الاعتراف الصريح بوجود اختلالات بنيوية داخل منظومة التعليم العالي يتحمل فيها الجميع المسؤ،لية ، من قبيل ضعف التأطير والاكتظاظ،،ضعف الرقابة والتقييم مُعلناً عن شروع الوزارة في مراجعة دفاتر التحملات، وإعداد مشروع قانون جديد ينظم القطاع بشفافية واستدامة، وتشكيل مجلس جامعة بكل جامعة بهدف تقييم تدبير وحكامة رئيسها. مشددا انه لم يعد مقبولا بان لا تصبح رئاسة الجامعة خاضعة لرقابة الوزير الوصي على القطاع او لرئيس الحكومة.
ولعل أهم ما طبع مداخلة الوزير هو تلك النبرة الجامعة بين الصرامة الهادئة والدعوة إلى التعبئة الجماعية، حيث اعتبر أن الزجر وحده لا يكفي، بل لا بد من شراكة مجتمعية تحمي الجامعة، وتعيد الاعتبار لشهاداتها التي ما زالت تحظى بالاعتراف الدولي.
خروج الوزير ميداوي بهذا النفس المتّزن والهادئ، وطرحه لحلول واقعية وإرادية إصلاحية، نجح في تهدئة الأجواء تحت قبة البرلمان، ورسّخ صورة مسؤول قادر على التعامل مع الأزمات بأدوات الإصلاح لا بالتبرير، في وقت تحتاج فيه الجامعة المغربية لمن يُعيد الثقة إليها، لا لمن يكتفي بالتفرج على تصدعها . او البكاء على أطلالها، او التشفي من أوضاعها.
وحسب مصادر بلبريس فان بعض رؤساء الجامعات وبعض عمداء الكليات و كثير من الاساتذة الجامعيين قد اعتبروا خرجة الوزير بالايجابية ، لكونها هدأت الأمور وامتصت الغضب ، لكنهم- في نفس الوقت- طالبوا الوزير ميداوي بان لا يتهاون في محاربة الفساد الجامعي،وبأنه لا يوجد قليش واحد بجامعة اكادير فقط، بل يوجد هناك" قلاليش " آخرين بجامعات اخرى بوسط وشمال وشرق المملكة.