في خرجة جديدة، اعتبرها البعض هجوما غير مبرر على المدرسة المغربية، قلل عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة السابق، من كفاءة مدرسي المواد العلمية، وذلك في حديثه في وقت متأخر ليلة أمس الأحد، عبر فيديو نشره في صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك عن قانون الإطار لمنظومة التعليم.
وعبر بن كيران عن رفضه القاطع لـ "أطروحة تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، كونها تخدم أجندة خارجية، وستساهم في فشل التلاميذ المغاربة".
وفجر بن كيران، غضب نساء ورجال التعليم، الذين اعتبروا، في ردهم على شبكات التواصل الاجتماعي، تكرار تعبير زعيم البيجيديين عن ضعف كفاءة الأساتذة المغاربة، وعدم قدرتهم على تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، "ناسيا أن هؤلاء الأساتذة وهو منهم، درسوا ولا يزاولون يدروسون خلال جميع مراحل التعليم الجامعي، وفي مراكز التكوين باللغة ذاتها"، حسب ما يروج في شبكات التواصل الاجتماعي.
ووجه الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، الذي كان يتحدث عن ما وصفه بالهجوم على اللغة العربية، انتقادات لاذعة للوزير سعيد أمزازي، الذي يحاول باسم الحكومة، تمرير مشروع قانون حول منظومة التربية والتكويمن والبحث العلمي، والذي لم تخل مناقشته من الجدل بين الفرق النيابية حول مواد تهم أساسا "المس بمجانية التعليم" والهندسة اللغوية.
وشدد مصدر من جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض على رفضه للصورة التي حاول بن كيران، الذي كان في بداية مساره مدرسا للعلوم، أن ينظر بها لمدرسي المواد العلمية، مضيفا أن تصريح بن كيران "إهانة للأستاذ المغربي وخريجي الجامعة المغربية".
وأكد، في تصريح لـ"بلبريس" أن جل خريجي كليات العلوم بالمغرب لا يجدون أي صعوبة في تدريس تخصصاتهم، خاصة من مروا منهم بالدراسة في السلك الثالث، بلغتين أجنبيتين على الأقل، شأنهم في ذلك شأن باقي الحاصلين على الدكتوراه في مختلف التخصصات الأدبية التي تفرض البحث في غالب الأحيات باللغة الإنجليزية.
وأوضح المتحدث ذاته، أن تجربة تدريس المواد العلمية بالفرنسية، التي انطلقت في السلك الثانوي، أثرت بشكل إيجابي على أدااء المدرسين، ولا يمكن الحديث أصلا عن عدم قدرتهم في تدريس تخصصات تلقوها في الجامعة باللغة الأجنبية ذاته.
ولم يخف المصدر ذاته، عزمه طلب عقد لقاء للمكتب الوطني لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض لمناقشة سبيل الرد على هذا الهجوم السياسوي على المدرسة والمدرس المغربي، الذي يشهد له بالكفاءة في مناسبات دولية متفرقة رغم الأعطاب التي سببها من يدبرون الشأن السياسي للمنظومة التربوية.