برلماني بريطاني يتهم سفير بلاده في المغرب بعرقلة اعتراف لندن بمغربية الصحراء
في تطور مثير، اتهم دانيال كاوتشينسكي، النائب البرلماني في مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين، سيمون مارتن، سفير المملكة المتحدة لدى المغرب، بعرقلة اعتراف الحكومة البريطانية بمغربية الصحراء ، مستشهدا بزيارة أجراها مؤخرا إلى مدينتي العيون والداخلة المغربيتين.
وخلال جلسة مناقشة داخل قاعة وستمنستر حول السياسة الحكومية البريطانية بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء ، أشار كاوتشينسكي إلى المحادثات التي أجراها مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، واصفا إياها بالإيجابية. إلا أن محادثاته مع السفير البريطاني في المغرب، بحسب ما ذكر، كانت محبطة بسبب تذرع السفير بإشكالات قانونية ودستورية تتعلق بأقاليم ما وراء البحار البريطانية، مثل جزر فوكلاند، والتي قد تنشأ في حال اعتراف المملكة المتحدة بمغربية الصحراء.
وأعرب كاوتشينسكي عن عدم رضاه عن رد السفير، مطالبا وزارة الخارجية البريطانية بتوضيح طبيعة هذه العراقيل القانونية والدستورية التي تحول دون اعتراف لندن بمغربية الصحراء . وفي المقابل، أكد النائب البرلماني على رؤيته بأن اعتراف بلاده بمغربية الصحراء لن يؤثر على وضعية أقاليم ما وراء البحار البريطانية، مستشهدا بفرنسا التي تمتلك أيضا أقاليم ما وراء البحار وتعترف في نفس الوقت بمغربية الصحراء.
وشدد كاوتشينسكي على أهمية اعتراف المملكة المتحدة بمغربية الصحراء، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بذلك، أو على الأقل تأييد مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب باعتباره حلا عادلا ومنصفا لجميع الأطراف.
ووصف النائب البرلماني المغرب بأنه شريك موثوق للمملكة المتحدة، مشيرا إلى أهمية المشاريع المشتركة بين البلدين، مثل مشروع الربط الكهربائي الذي من شأنه أن يوفر 8% من احتياجات بريطانيا من الطاقة.
وتأتي هذه التطورات وسط تنامي الدعوات داخل مجلس العموم البريطاني للحكومة البريطانية لاتخاذ موقف أكثر فاعلية وإيجابية بشأن قضية الصحراء المغربية، والاعتراف بمغربيتها على غرار ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء آخرون. وفي أواخر العام الماضي، وجه كاوتشينسكي نفسه مجموعة من الأسئلة البرلمانية إلى وزارة الخارجية البريطانية في هذا الشأن، إلا أن رد الحكومة كان عاما، مؤكدا على دعم الجهود الأممية لإيجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول لجميع الأطراف.
ومع تزايد الدعوات للاعتراف بمغربية الصحراء، يبقى السؤال مطروحا حول ما إذا كانت الحكومة البريطانية ستستجيب لهذه المطالب وتتخذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، خاصة في ظل العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين المملكة المتحدة والمغرب.