كولسة انتخابات مجلس النواب.. حروب ''التموقعات'' مشتعلة بين مكونات الاستقلال والبام والاتحاد الاشتراكي
أكد مصدر موثوق من داخل البرلمان أن الكولسة البرلمانية حول انتخابات مجلس النواب ازدادت حرارة مع اقتراب يوم الجمعة 12 ابريل تاريخ افتتاح الدورة البرلمانية الربيعية.
كل الأحزاب السياسية اشتغلت أيام العيد لترتب أمورها يوما على يوم الاقتراع، ومن أكثر الأحزاب السياسية كولسة هي حزب الاستقلال إلى جانب باقي أحزاب الأغلبية والمعارضة التي تمر اليوم بأوضاع عصيبة خصوصا في ظل ظاهرة المتابعات القضائية لعدد من النواب منتمية لاحزاب المعارضة والاغلبية ولو بنسب متفاوتة.
حزب الاستقلال وحرب المواقع داخل أجهزة البرلمان وهياكل المؤتمر الوطني المرتقب
شكل تجميد عضوية نور الدين مضيان لرئاسة الفريق الاستقلالي صاعقة للحزب، وكان لهذا التجميد تداعيات على الحزب وعلى قيادته، فقدان الحزب لنور الدين مضيان عميد البرلمانيين وأحد السياسيين الكارزماتيين يعد خسارة للحزب وللمؤسسة البرلمانية، لذلك، من المؤكد أن غيابه سيترك فراغا مؤسساتيا، هذا الفراغ يتصارع عليه اليوم ثلاث شخصيات : عمر احجيرة ، عبد الصمد قيوح ، خديجة الزومي ، ثلاث شخصيات ليسوا من وزن نورالدين مضيان حنكة وتجربة وتكوينا وممارسة للعمل البرلماني.
عمر احجيرة يبقى هو الأكثر حظا لتعويض نور الدين مضيان على رئاسة الفريق الاستقلالي، لكن، عليه مغادرة رئاسة جهة الشرق بالنيابة بعد اعتقال عبد النبي بيوي، لأن ذلك يمكن أن يخلق له عدة متاعب.
عبد الصمد قيوح غير متحمس ليكون رئيسا للفريق الاستقلالي، لأسباب متعددة منها أنه من أكبر أعيان سوس، ورجل أعمال وليس مستعدا ليبقى قاطنا بمجلس النواب، إضافة إلى أنه ينتظر أن يقترح كوزير أو كاتب دولة في التعديل الحكومي المقبل، أو الفوز بمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب مكان خديجة الزومي، التي تناور اما على رئاسة الفريق أو الفوز بحقيبة وزارية أو سفيرة،او الحفاظ على منصب نائبة رئيس مجلس النواب. عقليتها النقابية تساعدها على المناورات وتغيير المواقف حسب مصالحها، لذلك فهي تخوض منذ تجميد عضوية نور الدين مضيان عضويته بالنسبة لرئاسة الفريق الاستقلالي حروب كولسة للفوز بأحد المواقع ، خصوصا وأنها تدرك أن القيادة غير مرتاحة لتحركاتها ولتغيير مواقفها، لذلك، فإنها تتفاوض بقوة على أحد المناصب إما كاتبة دولة أو وزيرة أو سفيرة أو البقاء في منصبها كنائبة لرئيس مجلس النواب ، اما رئاسة الفريق فهي مستبعدة.
وعليه، فحزب الاستقلال اليوم في مفترق الطرق، ونزار بركة يستقبل الدخول البرلماني وتحديات المؤتمر الوطني للحزب، وهو يواجه حروبا التموقع داخل أجهزة مجلس النواب ، وأيضا حروب التموقع في التعديل الحكومي المرتقب، وفي أجهزة وهياكل المؤتمر ، دون أن ننسى دلالات صمت تيار الصحراء الذي يراقب هذه الحروب داخل حزب علال الفاسي بحذر كبير، وعينه على بعض الحقائب الوزارية والتشبث بميارة على رئاسة مجلس المستشارين ، ورئيس نائب الامين العام للحزب.
حزب الاصالة والمعاصرة بين معادلة القطيعة مع إرث وهبي وتخليق الحياة العامة
يسود ترقب مخيف داخل حزب الأصالة والمعاصرة بعد انتخاب القيادة الجماعية، ورحيل عبد الطيف عن قيادة سفينة الاصالة والمعاصرة، ترقب حول كيفية تدبير هذه القيادة انتخاب ممثلي الحزب بمجلس النواب، إن على مستوى رئاسة الفريق البامي، حيث يبدو أن أيام احمد التويزي المتابع مع اخترام مبدأ قرينة البراءة أصبحت معدودة حسب مصادر بامية، اضافة الى رغبة المنصوري تعيين رئيسا او رئيسة للفريق البرلماني.
الأمر الذي فتح باب التنافس على هذا المنصب بين كل من أبو الغالي ونجوى كوكوس أكبر المستفيدين من رحيل وهبي من قيادة حزب البام، وهناك أيضا تنافس على منصب نائب رئيس مجلس النواب ، حيث يبدو أن نجوى كوكوس وأبو الغالي اتفقا على توزيع المواقع، واحد منهم نائبا لرئيس مجلس النواب ، والثاني رئيسا لفريق الاصالة والمعاصرة أو الفوز برئاسة لجنة الداخلية، وأكيد أن حرب المواقع داخل الحزب الذي لم يشكل مكتبه السياسي بعد، قد يخلق عدة متاعب للقيادة الجماعية الشابة التي تنقصها التجارب والتراكمات في تدبير حزب يمثل ثاني قوة سياسية بالبلاد، خصوصا وأن الرسالة الملكية بتخليق الحياة العامة تهم بالدرجة الاولى حزب البام ، حيث يتهم بأنه أكثر الأحزاب فسادا،دون أن نغفل رهان القيادة الجماعية على ترشيح وجوه جديدة في التعديل الحكومي المرتقب، لإبعاد تركة وهبي من التدبير الحكومي خصوصا الوزراء المحسوبين على وهبي.
حزب الاتحاد الاشتراكي بين فضيحة ملف الدراسات وتيه لشكر
يبدو ان حزب المهدي بن بركة في ولاية ادريس لشكر الحالية يوجد في وضعية حرجة بعد فضيحة ما يسمى بقضية أموال الدراسات،اضافة لتلقيه صفحة قوية بعد فشل لشكر طرح مبادرة ملتمس الرقابة لاسقاط حكومة اخنوش.
لذلك، من المنتظر أن يحافظ على نفس رئيس الفريق النيابي محمد لشهيد الذي اختار الصمت في ملف أموال الدراسات وإنحيازه النسبي للكاتب الأول للشكر، كما أن عين الاتحاد علي رئاسة لجنة التشريع والعدل، وهو ما يرفضه الأمين العام لحزب الحركية الشعبية أوزين المتشبث بالحفاظ على رئاسة نفس اللجنة، وهو ما يمكن أن يفجر صراعا بين لشكر وأوزين.
الحركة الشعبية اوزين والسنتيسي والتفاهم الكبير في ظروف صعبة يمر منها الحزب
أما بالنسبة لحزب الحركة الشعبية، فهم اختاروا التوافق القبلي بدون أي صراع خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يمر منها حزب الحركة الشعبية، حيث ينتطر أن يحافظ أوزين على منصب نيابة رئيس مجلس النواب ، وادريس السنتيسي رئيسا للفريق بعد أداء دوره بحكمة وبتبصر، مع التشبث برئاسة لجنة التشريع والعدل.
حزب التقدم والاشتراكية الحفاظ على التوافقات والتوازنات
من المنتظر أن يحافظ هذا الحزب على رئيس الفريق رشيد حموني، وأيضا منصبا يتعلق بنائب مجلس النواب .وبالتالي ليس للحزب أي اكراه في هذا الدخول البرلماني باستثناء الخلاف بين قيادة الحزب حول التنسيق من عدمه مع حزب العدالة والتنمية.
حزب التجمع الوطني للأحرار : الجميع منضبط وملتزم بقرارات اخنوش
يدشن حزب الحمامة الدخول البرلماني بدون أي خلافات أو تصدعات نتيجة التدبير الصارم والتحكم المطلق والقوي لعزيز اخنوش في قرارات الحزب، رشيد الطالبي العلمي الرجل القوي ورجل التنظيم والتنظير بالحزب يبقى في منصبه رئيسا لمجلس النواب عن جدارة واستحقاق، لكن السؤال الذي يطرح يتعلق برئيس الفريق هل سيتم الحفاظ على غيات ام لا؟؟ وإذا ما أراد اخنوش تغييره فبمن..... في ظل عدم توفر الحزب على نخب برلمانية كارزماتية قوية تقود أكبر فريق برلماني بمجلس النواب؟؟ خصوصا وان حزب الحمامة يعاني من معادلة الكيف وليس الكم.
لكن ،إذا ما تم تغيير غيات من رئاسة الفريق ، فأكيد أن ذلك له علاقة مع التعديل الحكومي المرتقب حيث ينتظر غيات ترشيحه ككاتب دولة او كوزير في الحكومة المقبلة.
وعليه، سيفتتح البرلمان الدورة البرلمانية غدا الجمعة ، والسؤال الأبدي، الحارق الذي يطرح مع كل دخول برلماني هو: متى نرى البرلمان كمؤسسة دستورية تمارس مهامها الدستورية المحددة في الفصل 70 في ظل تراجع النخب البرلمانية الكارزماتية بشكل رهيب؟؟ متى يعرف مجلس النواب قطبية حزبية برلمانية؟؟
لذلك نقول ، هذا هو مجال التنافس الحقيقي الذي يجب أن تتنافس فيه الأحزاب السياسية بعيدا عن حرب التموقعات بين البرلمانيين ، وبعيدا عن الوزيعة الجديدة التي تهم الهيكلة الجديدة لمجلس النواب، خصوصا على مستوى نواب رئيس مجلس النواب ، ورؤساء الفرق البرلمانية ورؤساء اللجان الدائمة.
لهذا كله نتوقع دخولا برلمانيا سيكون روتينيا وعاديا . احزاب الاغلبية الحكومية مثقلة بتصدعات داخلية صعبة، واحزاب المعارضة مشتتة ومتصارعة ، والكل حائر في كيفية الحفاظ عن الاعيان والفاسدين وكيفية الالتزام بمضامين الرسالة الملكية المتعلقة بتخليق الحياة العامة.