هل إعادة القناصل الجزائريين لوجدة والبيضاء مؤشران على عودة العلاقات المغربية الجزائرية؟

في أول تعليق رسمي من الجزائر حول الأدلة والتوضيحات التي قدمتها مصادر دبلوماسية مغربية بشأن جدل عقارات سفارة الجزائر في الرباط، أعلن وزير الشؤون الخارجية للجارة الشرقية، أحمد عطاف، أن "تبريرات المغرب كانت مقبولة، وأن القضية قد انتهت".

جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء الماضي، حيث أشار عطاف إلى مسألة عقارات السفارة الجزائرية في المغرب، مؤكدًا أن إصدار بيان الاحتجاج من بلاده جاء "ردًا على استفسارات من المغربيين، وقمنا بالرد عليها".

وقبل عشرة أيام، أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بيانًا يندد فيه بما وصفته بـ "مصادرة ممتلكات سفارتها في المغرب"، معلنة أن هذه الخطوة "تعتبر خطوة تصعيدية، وتفتح المجال للرد عبر الوسائل المناسبة".

قال مصدر دبلوماسي مغربي لوكالة فرانس برس إن اتهامات الجزائر للرباط “بالسطو” على عقارات تابعة لها في المغرب “لا أساس له”، وتندرج في نطاق “روح تصعيدية غير مبررة”.

جاء ذلك غداة تنديد وزارة الخارجية الجزائرية “باستفزازات” و”عملية سلب متكاملة الأركان” لممتلكات تابعة لسفارتها في الرباط، بعد ورود أنباء حول الموضوع في وسائل إعلام.

لكن مصدرا دبلوماسيا مغربيا اعتبر أن الرد الجزائري “لا أساس له، ويتضمن عدة ادعاءات خاطئة كما يندرج في سياق روح تصعيدية غير مبررة”.

وأوضح، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن وزارة الخارجية المغربية تقدمت لدى السلطات الجزائرية العام 2022 بطلب لشراء مبنى تابع لها مجاور لمقر الوزارة، على أساس أنه بقي شاغرا منذ تغيير مقر السفارة الجزائرية في الرباط، وذلك في إطار مشروع لتوسعة مكاتب الوزارة.

وأضاف “دبر المغرب هذا المشروع بكل شفافية وفي تواصل دائم مع السلطات الجزائرية” مشيرا إلى أنها “ردت” على الطلب المغربي لكن العملية “مجمدة حاليا، لأن المغرب لا يتصرف وفق منطق تصعيد”.

وأكد أن الأمر لا يتعلق بمقر سفارة الجزائر ولا مقر إقامة السفير، مشيرا إلى أن الخارجية المغربية قامت بإجراءات مماثلة مع مقار دبلوماسية أجنبية أخرى لتوسعة مقرها.

ومن جانب اخر قررت الجزائر إحداث تغييرات شاملة في تمثيلياتها الدبلوماسية عبر العالم، هَمّت 28 سفيرا دفعة واحدة، والملاحظ أن الأمر شمل أيضا قنصليتين عامتين بالمغرب، في كل من الدار البيضاء ووجدة، على الرغم من الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين البلدين منذ سنة 2020.

وعمد الرئيس عبد المجيد تبون إلى إجراء العديد من التغييرات على السلك الدبلوماسي، شملت سفراء الجزائر في جل دول الساحل ومصر وإيطاليا والبرازيل أوغندا ونيجيريا وإثيوبيا وزامبيا وغانا، والعديد من الدول الأخرى، كما جرى تعيين قنصلين عامين جديدين بالمغرب في كل من الدار البيضاء ووجدة.

وأعلنت خارجية الجزائر تعيين هشام فرحاتي على رأس القنصلية العامة للبلاد في وجدة، المجاورة للحدود الجزائرية، كما جرت تسمية بلغيث جودي قنصلا عاما في الدار البيضاء، وهو المنصب الذي يتولى تنسيق المهام الدبلوماسية مع المغرب.

ومنذ أن أعلنت الجزائر من طرف واحد، سنة 2021، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وفي ظل غياب السفير الجزائري عن الرباط، أصبحت قنصليتها في الدار البيضاء تمثيليتها الدبلوماسية الرئيسية، وهو ما ظهر من خلال التواصل مع الخارجية المغربية لعرض المساعدة إثر زلزال الحوز سنة 2023.