تستمر الأحزاب السياسية الإسبانية تخليها عن دعم أطروحة “البوليساريو” الانفصالية، ويظهر هذا جليا في آخر خطوة قام بها حزب سومار اليساري، الذي أسسته الشيوعية السابقة يولاندا دياز (وزيرة العمل حاليا)، وذلك بسحبها لمشروع يمنح الجنسية الإسبانية للمولودين بالصحراء المغربية إبان الاستعمار الإسباني.
وكان الهدف من مشروع القانون المثير للجدل، الذي قدمه تيش سيدي، عضو البرلمان من أصل صحراوي هو منح الجنسية الإسبانية بحكم الأمر الواقع لجميع الصحراويين، كنوع من الاعتراف بالبصمة الإسبانية أثناء الاستعمار.
وكانت يولاندا دياز، التي عُرفت طيلة الفترة التي سبقت الانتخابات العامة بإسبانيا بدعمها لأطروحة البوليساريو “تقرير المصير” بالصحراء، تخلّت في وثيقة اتفاق رسمي لتشكيل حكومة مع الحزب الذي يقوده بيدرو سانشيز عن دعم “البوليساريو” في اكتوبر الماضي.
وقبل ذلك بأشهر كان تحالف اليسار في فبراير 2023، أعاد إحياء النص كدليل على السخط ضد اجتماع جديد رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا تم تنظيمه في الرباط، مما يثبت كراهيته للمملكة.
يذكر أنه في 2022، صوّت حزب العمال الاشتراكي، الذي يقود الحكومة برئاسة بيدرو سانشيز، ضد مشروع القانون، قبل أن يعيده، في فبراير 2023، ائتلاف اليسار المتطرف ردا على الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا المنعقد في 2 فبراير 2023 بالرباط.
وفي نهاية نوفمبر 2023، تناولت تش سيدي الاقتراح حرفيا، ودافعت عن واجب “الذاكرة التعويضية”، معتبرة أنها “ابنة ذلك الجيل من الصحراويين الذين سلبت منهم الجنسية الإسبانية”.
وأخيرا، دعا ائتلاف سومار اليساري المتطرف إلى سحب مشروع القانون الذي قدمه إلى مجلس النواب في البرلمان، دون توضيح قراره الجديد.