تأتي زيارة بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية التي تعد الثالثة من نوعها إلى المغرب في سياق خاص، يتسم أولا بتطور العلاقات بين المغرب واسبانيا من جهة وثانيا بتحركات دبلوماسية للقوى الإقليمية في منطقة الساحل.
كما تأتي زيارة سانشيز للتأكيد على العلاقات الاستراتيجية، بين الرباط ومدريد رغم بعض الملفات العالقة التي يمكن ان تسهم هذه الزيارة الثالثة لرئيس الحكومة الإسبانية في طيها.
وتعليقا على توقيت الزيارة ودلالاتها يرى المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية حسن بلوان، أن اختيار سانشيز للمغرب كأول بلد خارجي مباشرة بعد إعادة انتخابه يؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين إسبانيا والمغرب.
وأكد بلوان في حديث مع بلبريس أن ’’هاته الزيارة الهامة تأتي في إطار خارطة طريق التي تم توقيها في أبريل 2022 كما تأتي في سياق إقليمي متسم بالتغيرات الجيواستراتيجية سواء فيما يتعلق بتداعيات الحرب الأوكرانية، مرورا بالتوتر في الشرق الأوسط، إضافة إلى ما تشهده منطقة الساحل والصحراء والعمق الافريقي من تحولات سياسية وأمنية.’’
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية أن ’’ خارطة الطريق التي وقعها المغرب وإسبانيا تتطور باستمرار وتحقق مجموعة من النجاحات على اعتبار أن المفتاح كان هو الموقف الشجاع والجريء لإسبانيا تجاه السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية’’.
هذا الاعتراف وفق حسن بلوان، ’’شكل منطلقا أساسيا لتجديد العلاقة بين البلدين، كما أنه فتح ملفات أخرى كالهجرة والأمن ومحاربة الجريمة والاتجار في البشر، بالإضافة إلى قرب التوصل إلى تسويات فيما يخص المبادلات التجارية عبر معبري سبتة ومليلية وترسيم الحدود البحرية في الأقاليم الجنوبية’’.
ومن المؤكد يضيف الخبير ذاته، أن هذه ’’ الزياراة ستبني على التراكمات التي تم تحقيقها منذ 2022، لكن لا زالت هناك مجموعة من القضايا الخلافية الأخرى التي ستجد طريقها إلى الحل انطلاقا من هذه الزيارة’’.
وإضافة إلى التبادلات السياسية والثقافة والدبلوماسية الأخرى وتنسيق الجهود والرؤى والمواقف في مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية، يردف بلوان أن الزيارة تكتسي أهميتها في السياقات وكونها أول زيارة للخارج بعد تنصيب سانشيز لولاية ثانية.
وأشار بلوان في حديثه لبلبريس إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية سيطور’’ ما جاء في خارطة الطريق وصولا الى الطي النهائي لجميع الملفات العالقة بين البلدين على اعتبار، اهميتهم الاستراتيجية كحلقة وصل بين الاتحادين الأفريقي والاوروبي وحلقة وصل بين الشرق والغرب.’’