كيف سخرت رئيسة الوزراء الإيطالية من "تبون" بعد رفضها حضور "البولسياريو" في قمة روما؟

الأجواء في قمة "إيطاليا-إفريقيا.. جسر للنمو المشترك"، بعد رفض إيطاليا حضور بعثة "البولسياريو" في "روما"؛ تعيدنا إلى سخرية رئيسة الوزراء الإيطالية "جورجيا ميلوني"، من الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون"، وتحقيق صفقة الغاز بأثمنة بخسة، مقابل انتصار دبلوماسي وهمي للرجل.

فبالرغم من تودد النظام "الجزائري" لجمهورية إيطاليا، قصد تهديد المصالح المغربية ومناوأة الوحدة الترابية للمملكة؛ إلاّ أن جهود المرادية في حشد دعم غربي لـ"ميلشياتها" المدللة، ذهبت مهب الريح بالرغم من الإغراءات المالية "الغازية-البترولية".

فالصفعة الأخيرة التي تلقتها "الجزائر" جاءت من قبل إيطاليا، بعد أن فشلت الجرة الشرقية في اصطحاب طفلها المدلل إلى قمة "إيطاليا-إفريقيا.. جسر للنمو المشترك" بروما.

إذ أن الجزائر دائما ما تراهن على المحافل والمناسبات، لإقحام "البوليساريو" فيها، واعتباره انتصارا دبلوماسيا، ما دفع شركاء المغرب في الكثير من المناسبات إلى رفض هذا التصرف، خشية تكرار خطأ تونس في  قمة "اليابانية الإفريقية" التي تبرأت منها "اليابان" وأشعلت أزمة "مغربية-تونسية".

ومخافة تكرار الأخطاء الدبلوماسية التي سقط فيها التونسي "قيس سعيد"؛ تحاشت إيطاليا حضور ممثل عن جمهورية الوهم، حرصا على علاقاتها مع المغرب، ماشكل صفعة للجزائر، جراء موقف إيطاليا الذي عوّل عليها النظام، وكان ينوه به "تبون" كذبا وبهتانا.

فبعد محاولة "الجزائر حشر "روما" في قضية الوحدة الترابية للمملكة؛ وافتراء الكذب حول قنصلية "إيطاليا" المزعومة في تندوف، بعد زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية "جورجيا ميلوني" خلال يناير 2023.

نوه الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" كذبا وبهتانا، يالموقف الإيجابي لرئيسة الوزراء الإيطالية "جورجيا ميلوني"، بخصوص الكيان الانفصالي المزعوم.

كما تناقلت وسائل إعلام جزائرية، خبر مفاده فتح قنصلية إيطالية بـ"تندوف" موجهة للشعب الصحراوي؛ وركز الإعلام على أنه انتصار لأطروحة الانفصال المزعومة.

لكن الرد جاء من قلب الجزائر عن طريق السفير الإبطالي "جيوفاني بوليزي"، وأوضح أن الأمر يتعلق بمركز للخدمات القنصلية الـ"مؤقتة" وليست قنصلية، بالإضافة إلى أنه موجه للجزائريين، ثم رجال الأعمال، واللاجئين الصحروايين.

فبعد أن ضلل الإعلام الجزائري الرأي العام، بات الأمر يتعلق بصفة "اللاجئين"، وهو مصطلح له دلالته في القانون الدولي، إذ أنه يتخذ بعدا إنسانيا بعيدا عن المصطلحات التي تحكم العلاقات الدولية؛ ما يعني هروب السفارة الإيطالية من المسؤولية السياسية والدبلوماسية.

بالإضافة إلى جعل اللاجئين استثناء في مركز الخدمات، بعد أن كان الأصل حسب مزاعم الإعلام الجزائري، هو قنصلية تهم الشعب الصحراوي الوهمي.

كما أن هذا الافتراء، ينم عن عقدة الجزائر، من نجاح دبلوماسية القنصليات التي يتبناها المغرب، ومحاولة لتقليد المغرب وتأكيد على انتصاراته السياسة، وشعور النظام الجزائري بالهزيمة أمامه.

وما عمق من جرح الجزائر، هو خروج سفارة إيطاليا بالرباط لتفنيد تلك المزاعم، والتأكيد على أن القرار بعيد عن القضية، ويهدف إلى تحسين وتبسيط عملية إيداع طلبات التأشيرة؛ كما جددت تقديرها للجهود المغربية الجادة وذات المصداقية في حل قضية الصحراء المغربية.

وبعد سلسلة من الافتراءات والكذب ونشر أطروحات الوهم، بخصوص الانتصارات الوهمية، جاءت الضربة الأخير من جمهورية إيطاليا التي فندت كل تلك المزاعم، بخصوص تنويه "عبد المجيد تبون" حول الموقف الإيطالي، ورفضت حضور ممثل عن جمهورية الوهم في  قمة "روما".

فالموقف الإيطالية كان أحادي الجانب من قبل الرئيس الجزائري، دون تصريح رسمي من قبل نظرائه الإيطاليين؛ كما أن تصريح "تبون" جاء في سياق أزمة الغاز التي عصفت بأوروبا بسبب الحرب "الروسية الأوكرانية".

كون أن إيطاليا لجأت للجزائر من أجل الحصول على غاز للتدفئة من موجة البرد، بعد العقوبات الاقتصادية المفروضة على "روسيا"، كمصدر أساسي للغاز الطبيعي نحو أوروبا.

وبالرغم من الإغراءات الجزائرية وحصول إيطاليا على غاز بأثمنة بخسة، إلاّ أنها لم تفلح في تطويع إيطاليا، وسجلت خسائر في العائدات المالية من العملة الصعبة، كما هو الحال بالنسبة للخسارة الدبلوماسية؛ بعد أن أوهمته المرأة الإيطالية بنشوة الانتصار الوهمي لأجل كسب صفقة "الغاز".