وقد زاد من أهميته صمت الجزائر الرسمي عن تفاصيل المباحثات، مما أنهى الجدل حول تغيير محتمل في السياسة الأمريكية.
ولتعزيز هذا الموقف وتأكيد طابعه الرسمي، جاءت برقية تهنئة من الرئيس دونالد ترامب إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش.
وقد جددت الرسالة بشكل قاطع اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحرائه ودعمها الكامل لمبادرة الحكم الذاتي.
هذه التطورات دفعت المحلل السياسي محمد شقير للقول إن “سماح السلطة الجزائرية بنشر تصريحات بولس يمثل إشارة سياسية هامة”.
ويضيف شقير في تصريح لبلبريس أن هذا التوجه يعزز استقبال الرئيس تبون لشخصيات معروفة بمواقفها المنفتحة على الطرح المغربي في محاولة لتجنب الحرج السياسي.
ومن هذا المنطلق وفق شقير ، فان تطابق تصريحات بولس مع رسالة ترامب إلى الملك محمد السادس يقطع الطريق أمام النظام الجزائري.
من جانبه يقدم الخبير حسن بلوان في تصريح لبلبريس قراءة اكثر تفصيلا معتبرا أن الزيارة مناسبة لتاكيد الموقف الداعم لمغربية الصحراء. وهو ما يوحي بأن دينامية الحل النهائي لهذا النزاع المفتعل قد وصلت الى مراحل متقدمة جدا.
ويؤكد بلوان أن الزيارة لم تكتف بنقاش الموقف خلف الابواب المغلقة بل خرج بولس ليعبر عنه امام الاعلام الجزائري. وقد قطع بذلك كل التاويلات والاماني الجزائرية بحدوث اي تغيير في الموقف الامريكي.
ويكشف بلوان عن جديد لافت وهو الاعلان لاول مرة ان وزير الخارجية الامريكي يقود جهودا دولية واقليمية لتسوية الملف. وتعكس هذه الجهود التزاما قويا من البيت الابيض للوصول لحل شامل في اطار السيادة المغربية.
ويضيف بلوان أن تزامن الزيارة مع رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس ترامب للملك شكلت منعطفا تاريخيا في العلاقات الثنائية. فتضمين هذا الموقف الحاسم في رسالة رئاسية يتجاوز الجوانب البروتوكولية الى تثبيت العلاقات الاستراتيجية.
ويرى ان هذا الموقف القوي يؤكد بوضوح نجاح الدينامية الدبلوماسية المغربية التي ادخلت الملف الى منعطفات حاسمة. كما انه سيشجع دولا اخرى على الانخراط في هذه الدينامية الحاسمة داخل مجلس الامن وغيره.
لذلك يخلص بلوان الى ان سياق الزيارة وتوقيت الرسالة ومضمونها وطابعها الاستثنائي كلها مؤشرات تدل على وجود ترتيبات دولية. وهذه الترتيبات انخرط فيها المغرب والمجتمع الدولي الفاعل لتسوية فعلية وقريبة لهذا الصراع الطويل.