أكد المغرب وشركائه في مكافحة الإرهاب، عن عزمهم استئصال التطرف سيما في منطقة الساحل، على اعتبار أنها بؤرة إرهابية عالمية جديدة، عبر استخلاص دروس المدرسة المغربية في مكافحة الإرهاب وغيره من التجارب الأفريقية الجيدة، َوفق مقاربة تقوم على التربية الفكرية المانعة من التطرف والعنف؛ وذلك خلال ندوة إطلاق المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
وقد ترأس أشغال الندوة الافتراضية، كل من المغرب والاتحاد الأوروبي، تحت شعار التربية من أجل الوقاية ومكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب؛ بشراكة مع مركز التميز لمكافحة التطرف العنيف "هداية"، وبتعاون مع مجموعة العمل التابعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب المعنية بمكافحة التطرف العنيف.
وتهدف المبادرة بالأساس، إلى تحديد التحديات الناشئة والنجاحات والمقاربات الفضلى في الوقاية من التطرف العنيف ومكافحته في المجال التربوي، بالإضافة إلى تطوير حلول ملموسة، واعتماد توصيات لصناع القرار والعاملون في المجال التربوي والفاعلون في المجتمع المدني.
وتندرج المبادرة في إطار الجهود المبذولة لتنزيل الوثائق الإطارية والممارسات الفضلى، التي بلورها المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، سيما "مذكرة أبوظبي حول الممارسات الجيدة في مجال التربية لمكافحة التطرف العنيف".
وستمتد المبادرة إلى سنة 2025، قصد إتاحة برنامج لتكوين المكونين على المقاس لفائدة العاملين في الميدان التربوي، وذلك بهدف تعزيز مناعة المتعلمين أمام التطرف العنيف؛ كما ستتم بلورة حزمة أدوات وسلسلة من المؤشرات، من أجل مساعدة ودعم جهود الحكومات في مجال تتبع وتقييم البرامج والسياسات، الموجهة للوقاية ومكافحة التطرف العنيف في مجال التربية.
ومن المعلوم أن الجانبان وزير الخارجية المغربي "ناصر بوريطة"، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية "جوزيب بوريل"، أبرزا نجاعة التربية في الوقاية من التطرف، والتطرف العنيف، ومكافحته؛ منذ إطلاق المبادرة في ماي الماضي.
كما أكدا الجانبين على دور التربية في اجتثاث الإيديولوجيات المتطرفة التي تنتعش في البيئات الهشة، حيث سجلا أن هذه المبادرة تجسد الشراكة التي تحظى بالأفضلية والالتزام المشترك بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي للنهوض بالسلم والأمن والتنمية.