هل ستؤدي زيارة دي ميستورا وجوشوا هاريس تقدمًا في جهود التسوية السياسية للصحراء المغربية؟

في ظل التحولات الكبرى الأخيرة في الصحراء المغربية بعد زيارة مبعوث الأمم المتحدة الشخصي إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، ونائب مساعد وزير خارجية أمريكا، لمناطق العيون والداخلة، يشهد ملف الصحراء المغربية تحولات كبيرة على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، حيث أصبحت التحولات في ملف الصحراء أكثر وضوحًا وأهمية، وتأتي هذه الزيارة في سياق تفعيل الدور الأممي في حل النزاع، حيث قام دي ميستورا بتفقد الأوضاع الميدانية والتقى بمختلف الفاعلين في المنطقة.

وتحمل زيارة مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا دلالات كبيرة، حيث كانت فرصة لمراجعة الأمور من قبل المنظمة الدولية والتعرف على تطورات الوضع على الأرض، وقد أكد دي ميستورا على أهمية مبادرة الحكم الذاتي المقدمة من المغرب كحل جديًا وموضوعيًا للنزاع، وهو ما يعكس توجه الأمم المتحدة نحو دعم هذا الحل السياسي.

من ناحية أخرى، قام نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا، جوشوا هاريس، بزيارة مهمة للمنطقة، حيث قدم تأكيدًا على دعم الولايات المتحدة لمخطط الحكم الذاتي المقدم من المغرب. وقد ركزت زيارته على الجدوى والواقعية لهذا المقترح، مما يمثل تحولًا ملموسًا في موقف الولايات المتحدة تجاه النزاع.

كما أن الزخم الذي عرفه مسلسل الدعم الدولي للمغرب فيما يتعلق بوحدته الترابية، كان أخرها ما قررته اسبانيا، البلد المستعمر السابق للمنطقة، من اعتراف صريح بجدية المقترح المغربي المتعلق بمبادرة الحكم الذاتي، وقبلها كانت ألمانيا وأمريكا، كل هذا، فتح الباب واسعا لحسم هذا النزاع المفتعل، بعدما تبين لهم أن المقترح المغربي حل جاد وذو مصداقية، وهو ما تأكد من خلال الزيارة الأخيرة لنائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا، جوشوا هاريس.

ذلك انه، بعد زيارة هاريس إلى كل من تندوف والجزائر والمغرب، جدد المسؤول الأمريكي موقف بلاده من مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، واضعا حدا لأوهام الجزائر وصنيعتها البوليساريو، التي كانتا تأملان في تراجع إدارة جو بايدن عن قرار الاعتراف بمغربية الصحراء.

هذا الاتجاه كان واضحًا من خلال التقارير التي أفادت بنجاح زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، إلى الصحراء المغربية، حيث قام بزيارة كل من العيون والداخلة، وقام في هذه الزيارة، بتقييم الوضع وفهم ما تحقق في الأقاليم الجنوبية للمملكة من تطور ونمو على جميع الأصعدة، وقد أثرت هذه الزيارة إيجابيًا على دي ميستورا، حيث أكدت العديد من المصادر أنه أعرب عن إعجابه بمستوى التقدم والازدهار في الأقاليم الجنوبية للصحراء المغربية.

وكانت هناك تصريحات وردود فعل إيجابية من دي ميستورا، وخاصة خلال لقائه مع المنتخبين المحليين وشيوخ القبائل وأعضاء المجتمع المدني والنشطاء في الأقاليم الجنوبية. جلسات هذه اللقاءات جرت في جو من الحرية والديمقراطية، مما أثر إيجابًا على الوفد الأممي وأثار إعجاب دي ميستورا.

ويبدو أن التوجه نحو حسم سياسي للنزاع المفتعل على أساس المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي، هو الراجح خاصة بعدما اكتشف العالم حقيقة النزاع والطرف الرئيسي الذي افتعله والذي لا يزال يدعم ويأوي المرتزقة على أراضيه ويسلحهم لخلق البلبلة والقلائل في المنطقة.

علما أن هذه المليشيات يرعاها نظام العسكر الجزائري، وتقوم هذه الحركة الانفصالية بدعم وتسليح الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، وهو ما يتضح من خلال استدعاء إبراهيم غالي من طرف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتيريس إلى واشنطن، لوضعه أمام الأمر الواقع، وتحميله المسؤولية شخصيا وبعيدا عن إملاءات العسكر الجزائري، الذي يتحكم في حركات وسكنات قيادة جبهة الانفصال.