انظار المغرب تتجه نحو الانتخابات الاسبانية والتنافس شرس بين حزاب اليمين المتطرف والحزب الاشتراكي العمالي

تتجه الأنظار اليوم الأحد صوب الإنتخابات البلدية والمحلية بإسبانيا في انتظار ما ستسفر عليه النتائج، خاصة وأن النقاش السياسي في الفترة الأخيرة عرف حضورا قويا للعلاقات المغربية الإسبانية وهو الذي سيشعل فتيل المنافسة بين تحالف اليسار الراديكالي “بوديموس” واليمين الممثل في الحزب الشعبي.

وفتحت مراكز الاقتراع في الساعة التاسعة (السابعة ت غ) على أن تغلق في الساعة 20:00 (18:00 ت غ). ويرتقب صدور النتائج الأولية قرابة الساعة 22:00 (20:00 ت غ) إذ لا تصدر إسبانيا استطلاعات للرأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع بعد إغلاقها.

وتعرف الصورة المسبقة للانتخابات التشريعية الإسبانية المرتقبة السنة المقبلة، منافسة قوية بين مجموعة من الأحزاب في 12 إقليما من أصل 17 بما فيها سبتة ومليلية المحتلتان، غير أن صناديق الاقتراع ستكشف عن إرادة الناخبين، وتُبين إن كان الحزب الشعبي سيتمكن من قبل الطاولة على الحزب الاشتراكي العمالي، الذي يقوده رئيس الحكومة بيدرو سانشيز.

وكانت إسبانيا تعيش روتينا سياسيا بسبب وجود حزبين كبيرين وهما الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي المحافظ، وتكسر هذا الروتين خلال السنوات الأخيرة بسبب ظهور أحزاب سياسية ذات تواجد وطني مثل بوديموس اليساري وفوكس اليميني المتطرف ثم قوة الأحزاب الإقليمية في بلد الباسك وكتالونيا. وأصبحت الأحزاب تشكل ائتلافا سواء على مستوى الحكومة أو البلديات أو حكومات الحكم الذاتي.

وكما جرت العادة، حضر المغرب في هذه الانتخابات كما حضر في السابقة بسبب مواضيع تحولت إلى قضايا داخلية مثل الهجرة والصحراء الغربية وسبتة ومليلية وانضاف إليها مؤخرا التجسس ببيغاسوس.

ويبقى الملفت هذه المرة هو نسبة المغاربة المتجنسين الذين سيشاركون في هذه الانتخابات. ويعود هذا إلى ثلاثة أسباب: أولا، ارتفاع نسبة المهاجرين المتجنسين الذين تفوق أعمارهم 18 سنة ويحق لهم التصويت، ويتجاوز عددهم 150 ألفا. ثم فتح بعض الأحزاب باب الترشيح لهم وخاصة في بعض الأقاليم مثل بلد الباسك وكتالونيا، وفي هذا الأخير، ترشح إسباني من أصل مغربي وهو سليمان مسعودي لرئاسة بلدية المدينة الصغيرة ماتوريل. ثم الخطاب المتطرف لحزب فوكس الذي يستهدف أساسا الجالية المغربية في هذا البلد الأوروبي. وأصدر هذا الحزب تقريرا هذه الأيام يتحدث فيه عن كيفية تسلل المغاربة إلى المؤسسات والمجتمع الإسباني من أجل ما يسميه “الاستبدال العظيم”، أي تغيير تركيبة المجتمع الإسباني ورفع نسبة المسلمين.

كما حضر المغرب في ملفات أخرى، مثل الحديث عن موقف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز الداعم للحكم الذاتي، والذي رفضته كل الأحزاب باستثناء الاشتراكي، وتطرقت له الأحزاب في هذه الحملة الانتخابية. وحضر في سبتة ومليلية، حيث تتهم بعض الأحزاب ومنها فوكس المتطرف وكذلك الشعبي المحافظ حكومة مدريد بالتساهل مع الرباط. ومن ضمن شعارات فوكس المتطرف هو “محاربة مغربة سبتة ومليلية”.

ويواجه سانشيز الذي يتولى رئاسة الحكومة منذ 2018، عدة عوائق إذ يقبل على هذه الانتخابات المزدوجة، وهي تراجع صورته بعد سنوات في السلطة، وعودة التضخم، ولو أنه يبقى في إسبانيا أدنى بكثير مما هو في معظم دول الاتحاد الأوروبي، وما نجم عن ذلك من تراجع حاد في القوة الشرائية.

وتعد هذه الانتخابات في غاية الأهمية بالنسبة للرباط، فحكومة سانشيز الاشتراكية كانت أول حكومة إسبانية تعترف بمغربية الصحراء عقب رسالة بعثها للملك محمد السادس في 18 مارس 2022 تتضمن إن “إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” المتعلق بالصحراء المغربية.