وسط قلعة النظام الجزائري، وجه محمد اوزين رئيس الوفد البرلماني المغربي، كلمات "قوية" و"مؤثرة" اختلطت بين قوة التسامح بين الأشقاء المغاربة والجزائريين وبين حِدة دفاعه عن بعض المحاولات "الخبيثة" الساعية بالمساس بالوحدة الترابية والخوض بالشؤون الداخلية للمملكة المغربية.
اوزين أثناء مشاركته في أشغال الدورة السابعة عشرة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة بالجزائر، لم يفت عليه أن يسلط الضوء على التاريخ والثقافة المشتركة بين الشعبين وربطها بالواقع السياسي والدبلوماسي الذي فكك أواصر الأخوة الإسلامية والقرابة.
وفي ذات السياق، عبر اوزين باسمه وباسم الوفد البرلماني المغربي عن امتعاضه "الشديد" عقب كلام صادر عن سيدة البرلمان الأنديني يمس بالوحدة الترابية لبلد عضو ومؤسس للاتحاد وأثناء فعاليات وأشغال الاتحاد، معلنا احتجاجه الأشد لدى الأمين العام للاتحاد باعتبار أن "السيد ليست عضوة في الاتحاد ومجرد ضيفة لا تربطها أي علاقة بالتعاون الإسلامي".
واعتبر رئيس الوفد البرلماني المغربي أن سلوك البرلمانية الأندينية هو "خرق سافر لأهداف الاتحاد والتقيد بإميثاقه وزيغا عن فلسفته تنشئته ومراميه وهدرا لحقوق الدول الأعضاء داخل الإتحاد ومسا بكرامتهم وخدشا لحياءهم وحطا من هيبة ووقار وهيبة الدول الإسلامية من خلال السماح لأفراد لا علاقة لهم لا بالعروبة ولا بالإسلام فقط لهم علاقة وطيدة بزرع البلبلة وتسميم الأجواء الأخوية بين الأشقاء بالتدخل بالشؤون الداخلية بين أبناء الوطن الواحد".
وأهاب المتحدث بالأمين العام على "السهر بعدم تكرار هذا السلوك والعمل على سحبهم من تقارير مجالس الدول الأعضاء من منظمة التعاون الاسلامي"، مبرزا أن "المغرب كما الجزائر الشقيقة عانى من نير الاستعمار ونير الامبريالية وكان كفاحهما مشترك من أجل الحرية، وحصل المغرب على استقلاله منذ منتصف الخمسينيات ومنذ ذلك الحين وهو ورث للبناء واستكمال لوحدته الترابية، ولذلك وجب التمييز لمن اختلطت عليه المفاهيم بين المستعمر المعمر والطامع فيها والمجزء للأرض، وصاحب الأرض الذي يسعى للذوذ عنها والحفاظ على ارث الأجداد من خلالها".
ووجه خطابه أيضا "للأخوة الجزائريين" قائلا: "هل كان من الضروري السماح لتعكير هذا الجو الأخوي لجار وأخ شقيق يحل ضيفا بين أخوانه بين حفاوة اللقاء وكرم الضياف، لم يكن ذلك ضروريا"، مضيفا "أستعير التعبير للسيد المحترم يوسف الرحمنية عن المجلس الشعب الوطني عندما قال خلال الاجتماع للجنة السياسية عقب حديث بين الأشقاء، "هنيونا"، وسيرا على قوله أقول لكم رجاء ثم رجاء باسم العروبة والأخوة والأمازيغية والإسلام "هنيونا".
واختتم اوزين كلمته يمثل شعبي جزائري لـ "بحمام الحرامي" رائد الفن الشعبي العاصمي وهو يقول "ساعفني ونساعفك وقادرني ونقادرك ما تسبقني للعار والله يخلينا حباب طول الدهر والأيام والله ينجينا من العيوب والجار لحبيب الجار".