توقيع الذهبي في بيان بنعدي وبيد الله وبنشماس ضد وهبي مؤشر على ان البام مقبل على زلزال عميق

منذ التأسيس شكل حزب الاصالة والمعاصرة ظاهرة استثنائية، وما زال يشكل هذا الاستثناء، فبعد هزة الحزب مؤخرا بسبب مباراة المحاماة ، صدر مساء الامس نداء ثلاثيا من أمناء سابقين مؤسسين لحزب الاصالة والمعاصرة يدينون : “الأداء الغريب والسلوكات اللامسؤولة وغير محسوبة العواقب” التي يقوم بها الأمين العام للحزب، عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، في الفترة الأخيرة، داعين “مناضلات ومناضلي الحزب ومنتخبيه المحليين والوطنيين كي يضطلعوا بواجبهم بكل حزم وصرامة لإعادة حزبهم إلى خطه القويم”.

والاكيد ان بيان هؤلاء الامناء ليس بريئا، لانه يصعب عليهم اصدار هذا النداء دون استشارة من يهمهم الامر، او اخذ الضوء الاخضر من جهة ما حسب تصريح احد الباميين.

وحسب النداء الذي توصلت “بلبريس” الموقع من طرف حسن بنعدي، محمد الشيخ بيدالله، حكيم بنشماس، إضافة إلى أول منسق عام مكلف بالإدارة والتنظيم، فاتح الذهبي،فانهم يتهمون عبد اللطيف وهبي للتنكر لفلسفة تأسيس الحزب: “تنكرا غير مقبول وانحرافا خطيرا بالنسبة للمشروع المؤسس للحزب وقيمه وأخلاقياته المنتصرة للممارسات الفضلى في العمل السياسي وفي أداء المهام والمسؤوليات العمومية”.

وقد وقف موقعوا النداء على: “الأداء الغريب والسلوكات اللامسؤولة وغير محسوبة العواقب، وما يصاحبها من ممارسات باسم مؤسسات الدولة ومواقف متضاربة وتصريحات عشوائية ومعارك جانبية يراد بها الاستفزاز وإشعال الفتن، والتي يكاد يستفرد بها وزير واحد داخل التشكيلة الحكومية الأولى عكس حلفائه في الحكومة، وهو الحزب الذي حمل مشروع التغيير وممارسة العمل السياسي بشكل مغاير ومحاربة العزوف السياسي خاصة في أوساط الشباب وتحقيق المغرب المأمول الذي يتسع للجميع فإن “الموقعين لهذا النداء يعلنون استياءهم من كل الممارسات والتصريحات والتهديدات الصادرة عن هذا الأمين العام”.

وخوفا من كل اتهام اعتمد موقعوا النداء مقاربة استدلالية تؤكد ان وهبي ذاهب بالحزب نحو الهاوية وفقدان المصداقية واستنزاف طاقات الحزب ، وهدم ما بنوه مؤسسوه الحقيقيون .

وركز النداء على انه لن يعد مقبولا السكوت عن ما سموه ب ''الانحرافات والانتكاسات في مسار الحزب'' لان ذلك يعتبر حسب رأيهم: ''إخلالا بالأمانة وتراجعا في القيم أنتج خيبات أمل حرمت الحزب من خيرة مؤسسيه ومن كفاءات عالية وطاقات متنوعة آمنت بصدق المشروع ونبل أهدافه وبالتالي فضلت الانسحاب أو التواري عن الأنظار''.

وانطلاقا من الوضع الخطير الذي يوجد عليه الحزب اليوم دعا موقعوا البيان ضد وهبي مسيري ومناضلات و مناضلي الحزب ومنتخبيه المحليين والوطنيين: لـ”يضطلعوا بواجبهم بكل حزم وصرامة لإعادة حزبهم إلى خ.طه القويم، الهادف بصدق ومسؤولية إلى الانتصار دائما إلى ما يخدم مصلحة الوطن ومصلحة الشعب، وفاء لشعارنا لحظة التأسيس: السياسة بشكل مغاير، و المغرب غدا بكل ثقة!”

أكيد ان بيان بنعدي وبيد الله وبنشماس والذهبي ضد وهبي يؤكد على ان الوضع غير الطبيعي الذي يعيشه حزب الاصالة والمعاصرة منذ رحيل مؤسسه القوي دخل في صراعات داخلية قاتلة انفجرت في عهد وهبي السياسي العجيب والغريب والذي يصعب عليه العيش خارج دائرة الصراع.

أكثر من مؤشر يؤكد أن هذا البيان ستكون له تداعيات كبيرة على تشكيلة الحزب بما فيها المنصوري وكودار واخشيشن المتحكمين في الحزب ،وعلى المستقبل السياسي لعبد اللطيف وهبي الذي اصبح اليوم محاصرا من كل جانب، ويعيش عزلة سياسية قاتلة، لذى اعتبر ان مغادرته الحكومة والتنحي عن امانة حزب الاصالة والمعاصرة هو مسالة وقت ليس الا في انتظارتهييئ ظروف ذلك.

أتمنى أن يعي عبد الطيف وهبي جيدا ما قاله الفيلسوف نيكولو مكيافيلي ''1469 - 1527''

‘’ الرجل الحكيم يفعل في الحال ما يفعله الاحمق في النهاية’’


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.