بعد فشل النظام الجزائري في فرض مشاركة النظام السوري في القمة العربية لإستغلال حضوره ضد المغرب ,وضد الأنظمة الخليجية، يحاول نفس النظام إتباع تكتيكات أخرى لفرض الحركة الإرهابية البوليساريو في اشغال هذا المؤتمر بكل الطرق ;تحقيقا لشعاره قمة الجزائر قمة الشعب الفلسطيني و"الشعب الصحراوي ".
لذلك لم يهضم النظام الجزائري-بسهولة- عدم موافقة المغرب والدول العربية على مشاركة النظام السوري في القمة المقبلة ما دفع وزير خارجيته القول:"وحين تتأجل عودة دمشق إلى الحضن العربي، فإنّ ذلك سيبقى وصمة عار في جبين الآخرين، وليس فشلا للجزائر، لأنها إشترطت من البداية أن تكون كل القرارات والمخرجات بالتوافق، كما أن سوريا نفسها أعلنت طواعية إرجاء إستئنافها لمقعدها الشاغر".
ومضيفا: " قضية سوريا القنبلة ليست الوحيدة التي زرعها المخزن وشركائه في طريق قمّة الجزائر، لإدراكهم أنها أذكى من الوقوع في شراك الخلاف الجزئي، فإنخرطوا في حملة مسعورة للضخ الإعلامي والدعاية الكاذبة لفكرة تأجيل القمة العربية."
الأمر الذي إضطر معه النظام الجزائري وضع سيناريوهات متعددة لتقوية وجود الدولة الجزائرية في هذه القمة للبرهنة أن الرئيس عبد المجيد تبون هو جمال عبد الناصر الجديد ، وانه رمز القومية العربية وجامع الشمل العربي ، وقائد الوحدة العربية الجديدة، وللبرهنة-أيضا- على أن دور جزائر تبون في النظام الإقليمي العربي اليوم ، هو دور مصر والسعودية من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
والطامة الكبرى للنظام العسكري الجزائري ، إعتقاده أن المغرب وباقي الأنظمة العربية غير واعون بمناورات وتكتيكات هذا النظام،رغم أنه نظام معروف بمكره وخبثه، لذلك وقف المغرب وكل الدول الأعضاء بالجامعة العربية بالمرصاد ضد الخطط الخبيثة للنظام الجزائري التي تستهدف تهميش المغرب ومصر والسعودية ودول الخليج ليظهر أنه القوة الصاعدة والقائدة للنظام الإقليمي العربي المنهار بعد تراجع دور الدول العربية التاريخية خصوصا مصر والسعودية والمغرب.
خطط النظام الجزائري كانت مدروسة وهي فرض مشاركة سوريا بالقمة، وعزل المغرب، وتهميش دور مصر والسعودية وقطر لقيادة النظام الإقليمي العربي ،بهدف عزل المغرب لتمرير قضية تقرير المصير للشعوب ، والدعوة لإحترام إرادة الشعوب في التحرر والإستقلال، وإدراج كل ذلك في البيان الختامي للقمة وهو ما يتناقض وميثاق الجامعة العربية.
من الناحية القانونية ، الأمور واضحة تنص المادة الأولى من ميثاق الجامعة على أنه يحق لكل دولة عربية مستقلة الإنضمام إلى جامعة الدول العربية، بعد أن تقدم طلبا بذلك يودع لدى الأمانة العامة الدائمة، ويعرض على المجلس في أول إجتماع يعقد بعد تقديم الطلب. ويشترط في الدول الراغبة للإنضمام أن تتوافر لها شروط ثلاثة:
-أن تكون دولة عربية، بمعنى أن تكون اللغة السائدة فيها هي العربية، وأن يكون تراثها عربياً.
-أن تكون دولة مستقلة.
-أن يوافق مجلس الجامعة بالإجماع على قبولها.
وفي نفس الوقت، نص ميثاق الجامعة أن الدول الأعضاء هي الوحيدة المخول لها المشاركة في القمم العربية وبموافقة الدول الأعضاء، وهذا ما اخاف النظام الجزائري وأنزعجه.
وعلى هذا الأساس ،فالنظام الجزائري في موقف حرج -اليوم- خصوصا بعد تصريح وزير خارجيتها بأن قمة الجزائر ستكون قمة التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني و"الشعب الصحراوي".
تصريح أثار جدلا سياسيا بين الأنظمة العربية وفي مقدمتها المغرب،حيث رفض إستغلال إحتضان الجزائر القمة العربية المقبلة لتمرير المواقف السياسية للنظام الجزائري إزاء قضية الصحراء المغربية، في وقت يروج هذا النظام أن قمة الجزائر هي محطة للمصالحة العربية- العربية،
وحسب عدد من المهتمين، فإذا كان شرفا للدول أن تستضيف قمة عربية،فإن قمة الجزائر المرتقبة هي قمة بدون شرف ومحاطة بكل المخاطر في ظل الواقع الإقليمي العربي المشتت والممزق والتائه.جزائر اليوم دولة مارقة لها مشاكل مع المغرب ومصر والدول الخريجية ومتآمرة مع إيران وتركيا ضد عدة دول عربية .
لذلك فقمة الجزائر ستكون قمة كل القنابل الموقوتة:. قضية فلسطين، إنهيار الدولة بليبيا ، التطاحن بسوريا ، خطورة الوضع باليمن،خطورة الوضع بالعراق..النزاع المفتعل الجزائري المغربي حول الصحراء المغربية، الحدود، توتو عدد من الدول العربية مع إسرائيل وتركيا وإيران.
تشبث النظام الجزائري بتنظيم القمة في هذه الظروف الإستثنائية رغم كل المخاطر يرجع إلى عقدة النظام الجزائري إتجاة المغرب لإعتقاد النظام الجزائري أن تأجيل هذه القمة للمرة الرابعة هو هزيمة له وإنتصار للمغرب ، لذي فغرض النظام الجزائري هو عقد القمة بالجزائري مهما كانت التكلفة ،، لأن تأجيلها هو إنتصار للدبلوماسية المغربية على حساب الدببلوماسية الجزائرية ، وهذا إعتقاد جزائري خاطئ لأن التحديات الداخلية والإقليمية والدولية التي تواجه المغرب والجزائر هي تحديات مشتركة .
وعليه ،ففشل القمة العربية بالجزائر أو نجاحها بيد النظام الجزائري الذي يجب أن يقتنع أن كل مناوراته ضد المغرب ستبؤ بالفشل ، وأن مشاركة أوغياب صاحب الجلالة الملك محمد السادس في قمة الجزائر هي بيد النظام الحزائري
الذي عليه الإختيار بين كيان وهمي موجود على أرضه يعرقل تنمية ووحدة دول الإتحاد المغاربي ، وبين المغرب الذي يمد يده إلى هذا النظام للذهاب معا نحو مستقبل أفضل.