تطاحنات قبل مؤتمر حزب الإتحاد الدستوري الذي فقد الفارس والحصان منذ زمان

يعرف حزب الاتحاد الدستوري تطاحنات بين مكوناته حول من له مؤهلات قيادة هذا الحزب الذي فقد الفارس والحصان منذ رحيل الراحل المعطي بوعبيد. حزب لم يستطع ان يتحول لحزب المؤسسات ، بل بقي حزب الأشحاص وهذا هو الثابت عند الأحزاب الإدارية التي ستندثر مع الوقت إذا ما قامت بثورة داخلية وراهنت على الحزب المؤسسة، وليس الحزب الشحص.

مناضلوا حزب الإتحاد الدستوري ذاهبون لمؤتمر وهم متأسفون على وضعيته الحالية، فلا قيادة حاضرة في المشهد، ولا هياكل تشتغل، حزب بدون فريق برلماني له،  ولا تواصل مع الشعب ، ولا حضور لممثليه داخل المؤسسات المنتخبة الجماعية والجهوية والاقليمية ،حزب تائه ، أمينه العام الحالي خارج التغطية، والغريب أنه متشبت لإعادة انتخابه لولاية جديدة، رغم غيابه منذ فترة لرئاسة أجهزة الحزب حيث أصبح جودار هو الذي يترأس كل أنشطة الحزب ، مما فهم منه أنه هو الاكثر حظا لتعويض ساجد في الامانة العامة لحزب الحصان المريض منذ فقدانه فارسه الراحل المعطي بوعبيد.

حسب عدد من المهتمين بالشان السياسي، فجل الأحزاب ومنها حزب الاتحاد الدستوري – وهي ما كانت تنعت بالادارية -تعاني اليوم من عدة اشكاليات وازمات بنيوية، وتبرز هذه الازمات  بشكل رهيب اثناء عقد مؤتمراتها حيث يتشبت الزعيم بالكرسي ويحيط به زبانيته ضدا على المقتضيات الدستورية والقانون التنظيمي للاحزاب،

وعليه  فحزب الاتحاد الدستوري أصبح حزبا هامشيا في المشهد الحزبي لا داخل أحزاب المعارضة بالبرلمان ، ولا داخل المشهد السياسي أو الإعلامي، بل حتى عندما يكمل به تشكيلات الحكومات،فإن وزارءه يبقون مهمشين، بل إنهم يرتكبون أخطاء فادحة في التدبير كالوزير المغبون الذي تم إعغاؤه بشكل مذل.

على كل المؤتمر المقبل لحزب الحصان لن يسمع له صهيلا، ومستقبله السياسي محاط بكل المخاطر، إذا تم إعادة انتخاب محمد ساجد فيعني التوقيع على شهادة الدفن في مقبرة الأحزاب، واذا ما تم انتخابه أمينا جديدا فانه سيشهد على ولادة قيصرية صعبة يمكن أن تولد مولودا مشوها إذا كانت العناية به ضعيفة .

والسؤال الحارق الذي يطرح: هل بحزب كحزب الاتحاد  الدستوري في وضعه الحالي يمكن للمغرب مواجهة التحديات الداخلية والخارجية؟ وتدشيد مغرب الجهات المتقدمة ومغرب النموذج التنموي الجديد؟

أسئلة سيجيب عنها المؤتمر المقبل الذي يبدو  أنه بحاجة لثورة حقيقية ورجة قوية لتغيير مسار الحزب الذاهب نحو الإندثار; اذا لم يقم مناضلوه الحقيقيون الذين إما غادروا الحزب أو تم تهميشهم  بإعادة الروح لحزب بوعبيد.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *